الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي قلق المخاوف وأعاني من أعراض التجسيد، فما العلاج المناسب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

منذ ست سنوات وأنا أعاني من أعراض غريبة؛ حيث إني قمت من النوم وأنا أشعر بزيادة في ضربات القلب، وتشويش في الرؤية، مع ضيق تنفس وإحساس بأن دماغي فارغة تماما، استمر هذا الوضع لمدة نصف ساعة، ثم نمت مرة ثانية، واستمرت الأمور هكذا لفترة، وهذه الحالة في أي وقت من اليوم.

ذهبت إلى طبيب وطلب مني تحاليل سكر صائما ومفطرا، وصورة دم كاملة، وبول وبراز، وظهرت كل النتائج سليمة، وبالفحص السريري قال لي الدكتور: إني لا يوجد عندي أمراض، وحولني على طبيب مخ وأعصاب.

بعد الذهاب لطبيب المخ قال لي: إني أعاني من نوبات هلع، وأعطاني دواء الفلوتين20 كبسول، وزولام 25، وأندرال منظم ضربات القلب، استمر الحال هكذا، وبدأت تقل النوبات، فتوقفت عن الدواء.

ثم عادت الأعراض مرة أخرى، وذهبت إلى طبيب فطلب مني أشعة مقطعية ct64 رسم كهربائي للمخ، وظهرت النتائج سليمة 100%، فأعطاني فلوتين 20 كبسول، وتربتزول 25، وحقن عضل ديوفيت b12 ممتدة المفعول.

لم أتحسن فأعطاني دواء سيتا برونكس 25، ودوفيت b ممتد المفعول، تحسنت الأمور لكن بنسبة كبيرة، وبدأت أشعر بدوار، وشدة ضيق في التنفس، مع تشويش في الرؤية، وألم في الرأس في أماكن مختلفة، مع شعور بفقد الوعي لثوان، مع أني أكون مستيقظا وأرى وأقدر على الكلام، مع حرقان في أماكن داخل الجمجمة، وتنميل في فكي الأيسر، وصعوبة في مضغ الطعام أحيانا.

أرجو الإفادة عن هذه الحالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أنس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعراضك في مجملها هي أعراض (نفسو جسدية Psychosomatic Medicine) هنالك أعراض عضوية وهنالك أعراض نفسية، وأنت قمت بالشيء الصحيح، وهو: أنك قابلت الأطباء المختصين، وأجريت الفحوصات اللازمة، والمؤشرات كلها تشير الآن أن الأمر ربما يتعلق بنوع من قلق المخاوف، ونوع من أعراض التجسيد، والتي يقصد بها أعراض عضوية ليست ذات منشأ عضوي، وهذه الحالات معروفة وتستجيب بصورة جيدة لممارسة الرياضة، وكذلك تناول أحد الأدوية المضادة للاكتئاب.

أنت الآن تحت الإشراف الطبي، وأعتقد أنه يجب أن تستمر على هذا المنوال، وأعط الأدوية فرصة لتبني فعاليتها، ومن خلال المتابعة مع الطبيب يمكن أن ترتب الأدوية حسبما هو مطلوب، وفي ذات الوقت نصيحتي الأساسية لك هي: الحرص التام على أن تكون حياتك فاعلة ونشطة، وأن تحرص على ممارسة الرياضة، الرياضة من أفضل سبل علاج الأعراض التجسيدية المختلفة، وتنظيم الحياة بصفة عامة أيضًا يساعد في الصحة والعافية بإذن الله، فحاول أن تنام نومًا مبكرًا، وتتجنب النوم النهاري، وعليك أيضًا بالتنظيم الغذائي، والتواصل الاجتماعي، وأكثر من الدعاء، واسأل الله تعالى أن يعافيك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً