الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مصاب بضغط الدم وأخاف الموت والسفر، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم

أنا عندي مشكلة: أنا إنسان وسواسي من المرض، انعزلت لفترة عن الناس والسفر، أخاف أن أموت وأنا مسافر.. أشعر بضيق شديد لكن الآن والحمد لله تغلبت على تفكيري وسافرت، وأصبحت اجتماعيا مع الناس، لكن الضيقة لم تفارقني، المشكلة التي أرجعتني إلى نقطة الصفر هي ضغط الدم، ففي يوم أحسست بدوخة وضيقة شديدة فذهبت إلى الطبيب فكان ضغطي 180/120، فأعطاني حبة تحت اللسان وقال لي اذهب إلى الطوارئ، هنا رجعت مشكلتي من الخوف إلى الأصل.

فأصبحت أخاف السفر وحالتي تسوء، ركب لي هولتر 24 ساعة، وعمل لي تحليل وظائف كلى وغدة درقية وسونار وكل شيء سليم، وأنا من الخوف دقات قلبي سريعة أشعر بها، فأعطاني (كنطور) 2.5 مدى الحياة فكانت صدمة! أشعر بالموت قريبا مني، وأصبحت أشعر بألم في الصدر شديد، وعملت أشعة للصدر وتخطيط قلب 30 مرة وكلهم سليمون، لكن أظنه من التفكير.

أعلم أن مشكلتي بسيطة لكني تعبت وأريد المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أنت تعاني من قلق المخاوف، ومخاوفك موجّهة نحو علل عضوية معروفة يتخوف الناس منها، وأقصد بذلك على وجه الخصوص (أمراض القلب والذبحات القلبية، وارتفاع ضغط الدم).

أنت في الأصل لديك قابلية لقلق المخاوف الوسواسي، وأعتقد أن هذا هو الذي عزز عندك هذا الخوف الشديد من المرض.

الذي أريده منك هو أن تنقل كل ما تشعر به لطبيبك المعالج، الطبيب الذي تراجعه الآن هو طبيب الباطنية، انقل له مشاعرك هذه، وأنا متأكد أنه سوف يطمئنك تمامًا ويقوم بإجراءات المتابعة. والمتابعة في حالتك مهمة حتى وإن لم يوجد مرض عضوي، لكن أن تأتي وتقابل الطبيب مثلاً مرة كل ثلاثة أشهر، ويقوم الطبيب بالفحص الدوري الروتيني مع إجراء الفحوصات المطلوبة، أعتقد أن هذه خطوة علاجية مهمة وضرورية في حالتك.

والأمر الثاني والذي هو أيضًا ذو أهمية كبيرة هو: أن تسأل طبيبك إن كنت في حاجة لتقابل طبيبًا نفسيًا، أنا أرى أنك في حاجة لذلك، والحمد لله تعالى الكويت فيها خدمات ممتازة، وكل الذي تحتاجه هو أن توائم نفسك بنفسك، وتحاول أن تتغير داخليًا، وتكون أكثر توكلاً، وتقنع نفسك أن هذه مخاوف وليس أكثر من ذلك.

والإنسان حين يخاف ويضطرب - خاصة الخوف من المرض والخوف من الموت – هذا يؤدي إلى حالة نفسية معروفة جدًّا، لكن قناعات الإنسان تتحسن من خلال الفحوصات الدورية، التوكل – كما ذكرنا – وأن يعيش الإنسان حياة صحية، يمارس فيها الرياضة، النوم المبكر، الغذاء المنتظم والمُنظم، والدعاء والذكر، هذا يدفع الإنسان لأن يعيش حياته بصورة طيبة جدًّا.

وهنالك أدوية ممتازة جدًّا لمقاومة المخاوف منها عقار (سبرالكس) ومنها عقار (لسترال)، هذان الدواءان يعرف عنهما أنهما من أفضل الأدوية لعلاج مثل هذه المخاوف، وأنا متأكد تمامًا أنك بعد مقابلتك للطبيب – وإن احتاج الأمر لمقابلة الطبيب النفسي – فهذا أيضًا جيد، وإن لم تحتج لذلك فقط سوف يعطيك الطبيب الباطني أحد الأدوية المضادة للمخاوف، حيث إن كثيرًا من الأطباء المختصين في الأمراض الباطنية يعرفون كثيرًا عن الأدوية المفيدة بالنسبة لقلق المخاوف الوسواسي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً