الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عودتي للعادة بعد التوبة تؤرقني ما نصيحتكم؟

السؤال

مشكلتي مع العادة السرية التى أرقت مضجعي منذ 10 سنوات، عمري 26 سنة.

يا شيخ أنا شاب ابتليت، وأريد توبة نصوحة، هذه العادة أقوم بها 3 مرات كل 3 أيام، لقد فقدت حلاوة الدين بسبب عادتي، أقسمت على المصحف على عدم العودة، للأسف إرادتي ضعيفة، الحمد لله أحافظ على صلاتي، وكل الناس يحبونني لأخلاقي العالية، لكن مع ربي وخالقي أنا أحتقر نفسي التي أنهكتني شهواتها، مع العلم أني لم أقم أي علاقة مع أي فتاة.

إضافة: أنا عاطل عن العمل، يعني وقت الفراغ كبير، وحاولت أن أخطب فتاة لأحس بمساندتها لكن لم يكتب لي، ولا أنسى أني أشاهد المواقع الإباحية، أقسم لك بالله العظيم أنى سأعمل بنصائحك، هل التوبة ستقبل مني؟ وما كيفية العلاج من العادة؟ وهل إذا بعدت عنها سأشفى كليا؟ وما هي المدة للشفاء؟

أفدني يا شيخ، والله إني أحبك في الله، واسمح لي على الإطالة، وتقبل مني جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ miloud حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك هذه الروح الفاضلة التي دفعتك لهذا السؤال، ونشكر لك هذا الضمير الحي الذي يشعر بتقصيره لله تعالى، ونؤكد لك أن التوبة تجب وتمحو ما قبلها، وأن الله ما سمى نفسه توابا ولا رحيما إلا ليتوب علينا ويرحمنا، ونبشرك بأن "التائب من الذنب كمن لا ذنب له".

ولقد أحسنت فإن التوجه للسؤال هو بداية التصحيح، والشعور بالخطر هو البداية الصحيحة، التي نسأل الله أن يعينك على إكمال المشوار، والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، وننصحك بأن تشغل نفسك بالمفيد، وتلاوة كتاب ربنا المجيد، واعلم أن الإنسان إذا شغل نفسه بالحق فإنها لن تشتغل بالباطل، وهذه الممارسة تحتاج إلى إنسان يستفيد من أوقات فراغه في الأوقات المفيدة النافعة، وتجنب الوحدة فإن الشيطان مع الواحد، واجتهد في أن تغض بصرك، وأن تبتعد عن المواقع المشبوهة؛ لأن هذه الأشياء هي التي تثير الإنسان وتدفعه إلى مثل هذه الممارسات الخاطئة.

ونبشرك أن الإنسان إذا تاب تاب الله عليه، وإذا تاب وترك هذه الممارسة الخاطئة فإن الله تعالى يعوضه قوة في جوارحه، وقوة في إيمانه، وعافية يبلغها بسرعة، بخلاف التمادي في هذه الممارسة فإنه يجلب للإنسان ويلات وأزمات في حياته الأسرية والمستقبلية، وآثارا اجتماعية تجعل الإنسان منطويا، وتورث الأضرار في كافة الاتجاهات صحية، أو غير ذلك.

نتمنى أن تستمع لهذا النصح، وتبتعد عن هذه الأشياء، وننصحك باللجوء إلى الله تعالى، وشعل النفس بالمفيد، وتوجيه هذه الطاقة إلى ما يرضي الله تعالى، ولا تشاهد هذه المواقع المشبوهة وأن تغض بصرك، وننصحك بألا تأتي الفراش إلا إذا كنت مستعدا للنوم، ولا ترجع للفراش بعد أن تستيقظ، ونم على طهارة وعلى ذكر لله، واستيقظ على ذكر الله تعالى، وتجنب الوحدة فإن الشيطان مع الواحد، وأشغل نفسك بالحق قبل أن تشغلك بالباطل.

نسأل الله لنا ولك السداد والرشاد والثبات.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً