السلام عليكم

أنا فتاة عمري 23 عاما، أعاني من تساقط الشعر الشديد منذ عامين، وذهبت للعديد من الأطباء وأجريت معظم الفحوصات المطلوبة، مثل: صورة الدم ووظائف الكبد والغدة، ولا أعاني من أي مشاكل هرمونية، ويتساقط شعري من كل الرأس وليس المقدمة فقط، وفي خلال عامين فقدت ما يعادل نصف كثافة شعري، وكان معدل التساقط يصل من 130 إلى 200 شعرة يوميا، وعند الغسيل ما يعادل من 300 إلى 400 شعرة. ومنذ 6 أشهر أجريت تحليل سيرم فيرتين ووجدته 12، فأخذت أقراص حديد، ومن شهر ونصف بدأت أشعر بتحسن فقل معدل التساقط، ولكن لم يعد لمثل ما كان سابقا قبل بداية المشكلة.

الآن أنا في مرحلة العلاج، ونصحني الدكتور بعدم غسل الشعر كثيرا لأنه يكون في أضعف حالاته، وأنا مقبلة على الزواج، أريد أن أعرف حكم الدين، هل يجب غسل الشعر بعد كل جماع؟ علما بأن مجرد تعرضه للماء دون شامبو يجعله يتساقط أكثر من المعتاد، أريد أن أعرف حكم الدين، هل يجوز المسح عليه فقط؟ علما بأن معدل التساقط الآن حوالي من 50 إلى 70 شعرة يوميا، وأثناء الغسيل ما يعادل 140، أعلم أن هذا المعدل يندرج تحت المعدل الطبيعي أو قريب منه، لكن ما زال شعري ضعيفا، لأني في بداية العلاج وبمجرد تحريك أصابعي فيه تتساقط عدد من الشعرات في يدي، وشعري الذي تساقط لم ينبت بعد، وكثافة شعري قلت جدا ولم تتحسن حتى الآن، ولكن معدل التساقط بدأ بتحسن ملحوظ.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لشعرة الرأس دورة حياة من بداية إنباتها من بويصلات الشعر إلى أن تنتهي دورة حياتها، فتسقط لتنبت شعرة أخرى في مكانها، وما دام أنك متواصلة مع اختصاصي الأمراض الجلدية، وتم عمل كل ما يلزم من ناحية التحاليل -والحمد لله- كما أشرتي، فقد بدأ الشعر في النمو، فقد يحتاج الأمر إلى فترة من الزمن حتى يستعيد الشعر عافيته وطبيعته، مع الاستمرار في العلاج والإشراف الطبي.

أما موضوع غسل الشعر وعلاقته بالوضوء والصلاة، سوف تحول هذه الجزئية إلى الأفاضل مشايخ الشريعة في الموقع.

حفظك الله من كل سوء.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور سالم الهرموزي، استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية.
وتليها إجابة الشيخ أحمد الفودعي، مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مرحبًا بك - ابنتنا الكريمةَ - في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى لك العافية.

أما عن موضوع غسل الرأس عند الجنابة، فالأصل أن تعميم البدن بالماء واجب في الغسل، ولا يصح الغسل إلا به، ومجرد تساقط بعض الشعر ليس عذرًا يُبيح ترك غسله، لأن هذا أمر معتاد، لكن إذا خرج الأمر عن حدود العادة والمألوف وكثر تساقط الشعر، بحيث يُخشى بسبب تساقطه التشويه، وكان سبب هذا التساقط هو الغسل إما بالتجربة وإما بإخبار الطبيب الثقة، ففي هذه الحال يجوز للمرأة أن تترك غسل ما تتضرر بغسله من الشعر، فتغسل ما لا تتضرر بغسله، وتتيمم عن ذلك الجزء الذي لا تستطيع غسله بسبب هذا الضرر.

فإن الفقهاء ينصون على أن المريض الذي يخاف معه من استعمال الماء تلف نفسه، أو عضوًا من أعضائه أو حدوث مرض يخاف منه كتلف النفس، أو فوات منفعة عضو، هذا كله ينصون على أنه يجوز معه التيمم، وتساقط الشعر إذا كان يؤدي إلى خروجه عن المعتاد بحيث يُحدث تشوها للمرأة بإحداث صلع ونحوه، فإن هذا يفوّت منفعة مقصودة للمرأة، فيجوز لها أن تتيمم.

ووصيتنا لك - أيتها البنت الكريمة – أن تسعي إلى التداوي، فإن الله عز وجل لم يخلق داءً إلا وخلق له دواء.

نسأل الله لك العافية والشفاء.