الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عند التوتر والغيظ أشعر بالضغط في المثانة وكأن قطرات بول تنزل دون تحكم

السؤال

السلام عليكم.

عمري 28 عاما غير متزوجة، مشكلتي هي أني عندما أشعر بتوتر، مثلا شخص ينتظرني لذهاب لموعد، وأتأخر لظرف أو يكاد ينفد وقتي وأنا لم أنته من الأعمال التي كلفت بها، أو أصلي بعد خروج وقت الصلاة لظرف طارئ، وأيضا عند الغيظ، أشعر بضغط شديد في الأعضاء التناسلية وكأنها تكاد تخرج، وأشعر أني أحاول حبس البول حتى لا ينزل، هذا الشعور يصيبني منذ طفولتي وحتى الآن.

في الماضي لم أكن أهتم كثيرا بهذا الأمر، لكن بعد أن أصبحت أحافظ على الصلاة وأهتم بأمور ديني أصبحت في كرب عظيم، وفي مشقة بالغة من هذا الأمر، فأنا أخاف أن تنزل قطرة أو قطرات بول دون أن أشعر فأصبحت أغتسل وأبدل ملابسي في اليوم أربع مرات أو أكثر، وأصبت بجفاف شديد في جسمي لدرجة أن من يرى جسمي يظن أنني أصبت بحروق، ثم أصابني الوسواس فأصبح يشعرني بالتوتر في كل الأوقات بسبب وبدون سبب، وأخيرا حدثتني نفسي لترك الصلاة بسبب هذه المصيبة، حاولت أن أعرف بنفسي هل ينزل بول عندما أتوتر أو أشعر بغيظ أم لا؟ لكن بسبب رطوبة المنطقة والإفرازات لم أستطع أن أعرف.

أنا أريد أن أعرف هل في هذه الحالة قد تنزل قطرات بول بدون أن أشعر؟ وهل من الممكن أن تنزل قطرات بول من الإنسان السليم من أمراض دون أن يشعر؟ أتوسل إليكم فصلوا لي في الأمر قدر المستطاع لأرتاح وأعود كما كنت.

شكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ maryam حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على رسالتك - أيتها البنت الكريمة –، وشعورك هذا بأن البول يضغط عليك منذ فترة طويلة ناتج من القلق النفسي، وهذه الحالة معروفة، خاصة أن شخصيتك تحمل بعض سمات القلق، تعبيرك الجميل الذي بدأت به رسالتك وهو أن (شخص ينتظرني لذهاب لموعد وأتأخر لظرف أو يكاد ينفد وقتي وأنا لم أنته من الأعمال التي كلفت بها) وتحسين بشيء من التوتر، هذا نسميه بالقلق الاستباقي أو القلق الافتراضي، أو القلق التوقعي، وهذا كثيرًا ما يؤدي إلى الوسواس، وكثيرًا ما يؤدي إلى انقباضات عضلية في أجزاء مختلفة من جسمك، يظهر عندك في عضلات المثانة، وفي عضلات البطن السفلى، مما يؤدي إلى المشاعر التي تحدثت عنها.

أنت بخير - إن شاء الله تعالى – وعلاجك سهل جدًّا، أريدك أن تذهبي إلى طبيب نفسي إن كان ذلك ممكنًا، وإن لم يكن ممكنًا فأريدك أن تطبقي تمارين الاسترخاء، تمارين مفيدة جدًّا، تمارين الاسترخاء العضلي المتدرج، ارجعي إلى استشارة بموقعنا تحت رقم (2136015) وستجدين فيها إرشادا بسيطا ومرتبا، وإن طبقته سوف تجدين فيه فائدة كبيرة.

الخطوة العلاجية الأخرى هي أن تتناولي أحد الأدوية المضادة لقلق الوساوس والمخاوف، ومن أفضلها عقار يعرف تجاريًا باسم (زولفت) واسمه الآخر (لسترال)، ويسمى علميًا باسم (سيرترالين)، والجرعة المطلوبة في حالتك هي أن تبدئي بحبة واحدة، تناوليها ليلاً، قوة الحبة خمسين مليجرامًا، دواء سليم، قد يسبب لك أثرًا جانبيًا بسيطًا، وهو الشعور بالنعاس ليومين أو ثلاثة، بعدها سوف يختفي هذا العرض. استمري على هذه الجرعة لمدة شهر، ثم اجعليها حبتين ليلاً – أي مائة مليجرام – وهذه هي الجرعة العلاجية، استمري عليها لمدة شهرين، ثم خفضي الجرعة إلى حبة واحدة ليلاً لمدة شهرين أيضًا، ثم اجعليها حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذا الدواء كما ذكرت لك من أفضل الأدوية التي تعالج مثل حالتك، وذلك بجانب تمارين الاسترخاء، الدواء لا يسبب الإدمان، ولا يؤثر على الهرمونات النسوية.

هذا هو الذي أود أن أفيدك فيه، وتأكدي تمامًا أن صاحب الوساوس هو معذور، لأنه مكره على مشاعره، وأنا متأكد أن حالتك بسيطة جدًّا، وسوف تعالج من خلال ما ذكرته لك.

أسأل الله تعالى أن يوفقك وأن يسدد خطاك، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور محمد عبد العليم، استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
وتليها إجابة الشيخ أحمد الفودعي، مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مرحبًا بك - ابنتنا الكريمةَ - في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله لك عاجل العافية والشفاء.

أما من الناحية الشرعية فإن الأمر سهل يسير، وهذا شأن شريعة الله تعالى كلها مبنية على اليسر والتيسير، ومن أحكام هذه الشريعة التي جاءت بها أن الوسوسة والشك لا يُلتفت إليهما، وعليه فإنه ليس لك أن تحكمي بأنه قد خرج منك البول إلا إذا تيقنت يقينًا جازمًا كتيقنك بوجود الشمس في النهار، يقينًا تستطيعين أن تحلفي عليه، فحينها نحكم بأنه قد خرج البول، ونرتب عليه الأحكام من وجوب الاستنجاء والوضوء لمن أراد الصلاة.

أما مجرد الشك أو الاحتمال بأنه قد خرج بول أو لم يخرج فالأصل أنه لم يخرج، وإذا علمت أن هذا هو الحكم الشرعي علمتِ مدى اليُسر والسهولة في دين الله تعالى، وأنه ليس في الأمر ما يدعو إلى كل هذا القلق والهم والتوتر.

والوساوس التي تعانين منها - أيتها البنت الكريمة – لا علاج لها إلا الإعراض عنها، وعدم الاسترسال معها، فإذا ثبت على هذا الطريق بأن صرفت ذهنك عن التفكير فيها والاسترسال معها، واستعذتِ بالله تعالى منها فإن الله عز وجل سيُذهبها عنك عن قريب.

والحذر الحذر من أن يجرك الشيطان إلى التساهل في الصلاة أو تضييعها، فإن هذا غاية ما يتمناه منك، وتذكري دائمًا قول ابن عباس – رضي الله تعالى عنهما – حين قال: (من ترك صلاة حتى يخرج وقتها لقي الله تعالى وهو عليه غضبان) فصلي الصلاة في وقتها، ولا تلتفتي إلى هذه الوساوس، واعلمي أن الله تعالى رحيم، رؤوف بعباده، رفيق بهم، يقبل منهم اليسير ويجزيهم الكثير، وهو عند ظنك به، فظني بالله تعالى خيرًا وأنه سيتولى عونك ويتقبل أعمالك.

نسأل الله تعالى لك عاجل الشفاء والعافية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الشيخ أحمد الفودعي، مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
وتليها إجابة الدكتورة رغدة عكاشة، استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نعم –يا عزيزتي- فمن المعروف بأن التحكم في المثانة يتم من قبل مراكز محددة في الدماغ، منها مركزين رئيسيين: مركز يتحكم بمعصرة المثانة عن طريق تثبيط الرغبة في التبول، ومركز يعاكس تماما هذا التأثير تماما حيث يرسل إشارات منبهة ومرخية لمعصرة المثانة.

والمركز الذي يعمل على إرخاء معصرة المثانة، وبالتالي إلى تسرب البول بشكل لاإرادي، يتميز بأنه يتأثر جدا بالحالة النفسية كالخوف والقلق والتوتر وغيرها، وقد ينشط أكثر من المعتاد عند بعض الناس فيحدث عندهم درجة بسيطة من سلس البول في بعض المواقف والظروف، لذلك قد يكون ما تلاحظينه من بلل وقت الشدة والضغوط هو فعلا ناتج عن تسرب قطرات من البول، ويمكنك تمييز البول من رائحته الخاصة ومن طبيعته ولونه، بل ويمكنك الشعور به كالماء الدافئ على شكل دفقات صغيرة، وإن كنت غير متأكدة، فجربي مرة أن تتركي الملابس الداخلية لتجف، فهنا ستصبح رائحة البول أوضح ومميزة أكثر.

في غياب أي مرض نفسي أو عضوي، فإن هذه الظاهرة تعتبر طبيعية، وستزول مع الوقت عندما تزداد خبرتك في التعامل مع ظروف الحياة وشداتها، وعلى كل حال فإنني أقترح عليك استخدام الفوط النسائية الرقيقة جدا والمخصصة للإفرازات، فهي ستفي بالغرض سواء للإفرازات أو للبول، وستجدينها في الصيدليات أو محلات السوبرماركت الكبيرة، واختاري نوعا مصنوعا من القطن أو من مادة لا تسبب الحساسية، وهنا لا داعي لتغيير الملابس الداخلية بل يمكنك تغيير الفوطة فقط.

نسأل الله عز وجل ان يديم عليك ثوب الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً