الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد ولادة طفلي أصبت بخوف وهلع عند ركوب الطائرة.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أرجو مساعدتي بحل مشكلتي، أبلغ من العمر 26 سنة، هذه المشكلة أعاني منها منذ ولادتي بطفلي وهي أول ولادة لي منذ سنتين تقريباً، وهذه الحالة عند السفر بالطائرة أصبح لدي خوف شديد وضيق بالتنفس، وضربات قلبي متسارعة وغثيان، وأشعر بالدوار الشديد وكأن دمي يتجمع بشكل سريع من رأسي إلى أسفل قدمي، وأبقى في حالة رعب إلى حين الوصول.

أصبحت هذه المشكلة تؤرقني قبل السفر بأسابيع، وأبقى في هم وتفكير وخوف، مع العلم بأني قبل هذه المشكلة كنت أسافر رحلات داخلية ودولية وبشكل طبيعي جدا، وكذلك أصبحت أخاف من أي شيء وخوف من المجهول.

أرجو مساعدتي فأنا سأسافر بعد أسبوعين في رحلة داخلية وأيضاً بعد شهر في رحلة دولية، مع العلم بأني أستعمل حبوب منع الحمل (ديان 35) لتنظيم النسل.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هيفاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

المخاوف دائمًا هي مكتسبة ومتعلمة، وفي حالتك هذا الأمر واضح جدًّا، ربما تكونين مررت بتجربة سلبية بعض الشيء في أثناء الطيران كالتعرض لمطبات هوائية مثلاً، وقد لا يكون هذا الأمر أعرته اهتمامًا في وقته، لكن تكوّن وتجسَّد بعد ذلك، مما نتجت عنه هذه المخاوف.

إذن: هذا الخوف مكتسب، فهو ليس أصيلاً في ذاتك، ولا أعتقد أنه مرتبط بالولادة، لأنك لا تعانين - الحمد لله - من ظواهر الاكتئاب أو الاضطرابات الوجدانية التي نشاهدها فيما بعد الولادة.

العلاج -أيتها الفاضلة الكريمة- هو أن تحقّري فكرة الخوف تحقيرًا تامًا، وأن تحضري نفسك للسفر، ليس السفر أن يذهب الإنسان للمطار ويركب الطائرة، لا، حضّري نفسك نفسيًا لذلك، من إعداد للحقائب، والشعور بالرضا والفرحة لأنك سوف تقومين بزيارة أهلك، أو أنك ذاهبة لإجازة ممتعة - إن شاء الله تعالى-، فغيري نمط التفكير، وتأكدي دائمًا أن هذه الطائرات -والحمد لله تعالى- هي أكثر أمانًا من أي وسيلة مواصلات أخرى، وكوني حريصة على دعاء السفر، لأن دعاء السفر فيه دافع نفسي قوي جدًّا للقضاء على المخاوف إذا ركز الإنسان في معانيه واستوعبها بحرص شديد.

وأريدك أيضًا أن تتدربي على تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفس المتدرج: اجلسي على كرسي مريح في غرفة هادئة، وأغمضي عينيك، وابدئي ببسم الله الرحمن الرحيم، ثم خذي نفسًا عميقًا عن طريق الأنف -وهذا هو الشهيق- واجعلي صدرك يمتلأ بالهواء، ثم أمسكي الهواء في صدرك لمدة أربع ثوانٍ، ثم بعد ذلك أخرجي الهواء بكل بطء عن طريق الفم -وهذا هو الزفير- وهذه تستغرق حوالي سبع إلى ثماني ثوانٍ، وكذلك إدخال الهواء لابد أن يكون الشهيق والزفير ببطء شديد، كرري هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء، وفي يوم ذهابك للسفر وركوب الطائرة كرريها أيضًا ساعتين قبل السفر.

بقي -أختي الكريمة- هنالك بعض العلاجات الدواية الإسعافية، هنالك دواء يعرف باسم (زاناكس) واسمه العلمي (ألبرزولام)، ودواء آخر يعرف باسم (إندرال) ويعرف علميًا باسم (بروبرلانول)، أدوية خفيفة، ويعرف عنها أنها تساعد كثيرًا في إزالة المخاوف المرتبطة بالسفر، فاذهبي إلى الطبيبة في المركز الصحي، ويمكن أن تقوم بوصف جرعة صغيرة لك من هذين الدواءين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً