الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نوبة الهلع سببت لي برودة وخفقانا في القلب...فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم

عانيت هذا الصيف كثيرا، وأتمنى أن تساعدوني، والله يجزيكم كل خير.

سوف أحكي بدايتي مع المرض، كنت أشاهد مباراة كرة القدم بشكل طبيعي، وعند انتهاء الشوط الأول خرجت لأدخن سيجارة، وبعد ذلك أكملت متابعة المباراة، لكن بعد عشرين دقيقة شعرت بشعور غريب جدا، أول مرة أشعر به في حياتي، قلبي أصبح يدق بسرعة، وأتى لي ضيق تنفس، وبرودة شديدة، ورجفة في القدمين، مع العلم أن الجو حار، وأنا أصبت بخوف شديد، قلت: إنها نهايتي أوشكت، لكن بعد نصف ساعة أو أكثر ذهبت هذه الأعراض.

وبعد ثلاثة أيام أيضا أتت لي نفس الحالة في الليل، لكن هذه المرة صار عندي ارتفاع في الضغط، مع العلم أني لا أعاني من الضغط، وأصبت بضيق تنفس وخفقان في القلب، تزايدت نبضات قلبي وكأني أجري، واستمر نفس الشيء بعد شرب الماء والليمون ثم ذهب، لكن في المرة الثالثة أتت نفس الحالة وبشدة، فذهبت للطوارئ، وبت هناك ليلة، وبعد ذلك قالوا لي: كل شيء طبيعي، النبض وتخطيط القلب، وعملوا لي فحص الدم، وأعطوني دواء للخفقان (Propral 10 mg) ودواء لحموضة المعدة ( omeprazol) وبعد هذا تحسنت قليلا.

بعد عدة أيام شعرت بألم في منطقة المعدة، يأتي كل يوم بعد الأكل صباحا، ولكن بعد أن التزمت في الدواء بدأ يخف، ومنذ شهرين تأتي لي حالة برودة وغثيان وخفقان في القلب بعد الأكل، وبدون أي سبب، ورعشة في القدمين، وأحيانا بالجسم كله، لكن لا أعرف لماذا.

أتمنى أن تساعدوني، فقد أصبحت الآن أخاف من كل شيء، من الخروج وحدي، أو من السفر، أخاف أن تأتي هذه الأعراض بدون سابق إنذار.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذي حدث لك هو نوبة هلع، هو نوبة فزع وهرع، وارتبطت هذه النوبة بمثيرات معينة، وهي ربما يكون حدث لك نوع من الانفعال أثناء مشاهدتك لمباراة كرة القدم، كما أن النيكوتين نفسه يعتبر مثيرًا، ونوبات الفزع والهلع هذه هي نوع من القلق النفسي المفاجئ الذي كثيرًا ما يكون ليس له أسباب، لكن قد تكون هنالك روابط مثيرة كما حدث في حالتك.

أيها الفاضل الكريم: الحالة ليست خطيرة لكنها مزعجة بعض الشيء، وكما ذكرت لك هي حالة من حالات القلق المفاجئ، حاول أن تتجاهلها، لا تتردد كثيرًا على الأطباء، مارس تمارين الاسترخاء، وكذلك تمارين رياضية.

أيضًا أنت محتاج لعلاج دوائي، الـ (Propral) عشرة مليجراما الذي أُعطي لك يساعد في الخفقان، لكنه ليس الدواء المثالي، أفضل دواء لعلاج حالتك هو العقار الذي يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس) ويسمى علميًا باسم (إستالوبرام)، فقابل الطبيب النفسي، وسوف يقوم بإجراء الترتيبات اللازمة لك لعلاج حالة الهرع أو الفزع التي أتتك، فالحالة ليست خطيرة كما ذكرت لك.

الدواء الآخر وهو الـ (omeprazol) الذي وصفه لك الطبيب هو دواء لعلاج الحموضة كما ذكرت، ولا علاقة له بنوبة الهلع أو الفزع.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً