الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور بضيق التنفس هل يعني ذبحة صدرية أم مجرد قلق؟

السؤال

السلام عليكم

عندما كان عمري 14 عامًا، أصبت بذبحة صدرية بعد أن شعرت بخوف شديد، قبل حدوثها، كنت أقوم بطلاء المنزل، كما أني كنت مدخنًا، تم تشخيص حالتي بشكل خاطئ، حيث قال الطبيب إنني أعاني من القولون العصبي، لكن الأعراض التي شعرت بها في صدري لم تكن مرتبطة بالقولون العصبي، بل كانت أعراض الذبحة الصدرية، حيث شعرت بضغط شديد على القلب كالحجر، وضيق مفاجئ في التنفس، وازرقاق الشفتين والرجلين.

استمررت على علاج القولون العصبي، ولكن الأعراض لم تكن ناتجة عنه، إذ كنت أعاني من ذبحة صدرية عند استنشاق أي رائحة قوية، كما كانت هذه الأعراض تظهر بعد تناول الطعام، و-الحمد لله- منّ الله علي بالشفاء، وتمتعت بصحة جيدة.

لكن بعد إصابتي بفيروس كورونا، ظهرت لدي أعراض غريبة في القلب ونوبات هلع قبل ذلك، وقبل سنة ونصف كنت أصلي، وشعرت بحرقان شديد وبرودة مفاجئة، ثم عادت نفس الأعراض السابقة: ضغط شديد على القلب كالحجر، وضيق في التنفس، ولكن عند تغيير وضعيتي، كانت الأعراض تختفي.

في شهر مارس من العام الماضي، أجريت تصويرًا بالصبغة على الشرايين، وكانت النتائج سليمة.

الآن أشعر بالخوف من هذه الأعراض التي قد تكون بسبب نوبة قلبية، هل السبب يعود إلى تشنج الشرايين؟ فمن الصعب في هذا العمر الصغير أن يكون هناك انسداد في الشرايين، فهل هذه الأعراض ناتجة عن الجهاز التنفسي أم عن تشنج الشرايين؟ علماً أن جميع الفحوصات كانت سليمة، فما هي الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث نوبة قلبية؟ لقد تعبت من هذه الحالة، وأبحث عن توضيح لها.

شكرًا لكم مع خالص التقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لقد استشرتنا في العام الماضي حول نفس الموضوع، وأود أن أؤكد لك مجددًا أنك لا تعاني من ذبحة صدرية (ضيق في شرايين القلب)، ولا من حالة ربو تسبب ضيقًا في التنفس وصفيرًا في الصدر، مما يستدعي استخدام بخاخ الربو.

ما تعاني منه هو حالة من الخوف والهلع، والتي تؤثر بدورها على القولون العصبي، حيث إن الجسم ينتج هرمون السيروتونين - وهو ناقل عصبي مسؤول عن الحالة النفسية والمزاجية - في القولون وليس في الدماغ؛ لذا: فإن من يعاني من التوتر والقلق يشعر أيضًا بانتفاخ البطن وعسر الهضم، وألم في الجزء الأيسر السفلي من البطن، إضافة إلى تناوب حالات الإمساك والإسهال والشعور بالغازات.

لا يعني الشعور بالضيق وكتمة النفس أنك تعاني من نوبة قلبية أو ربو، بل هي جزء من حالة التوتر والقلق ونوبات الهلع التي مررت بها سابقًا، خاصةً أنك أجريت فحوصات، من بينها تصوير الإيكو للقلب، وكانت النتائج سليمة، فلا داعي للقلق واسترجاع ذكريات الأمراض وكأنها قائمة الآن.

عليك أن تتذكر أنك شاب في العشرينات من العمر، تتمتع بصحة جيدة ولا تعاني من أمراض مزمنة مثل: أمراض القلب، أو السكري، أو ارتفاع ضغط الدم، فلا تسمح لحالة التوتر بأن تسيطر على مشاعرك وحالتك النفسية.

العلاج والتوصيات:

في استشارة سابقة، أوصيناك بـ:
- تناول الزبادي اليوناني (Greek-style yogurt).
- تناول كبسولات بروبيوتيك (Probiotic)، وهي بكتيريا نافعة تساعد في علاج عسر الهضم والانتفاخ، بمعدل مرتين يوميًا لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر.
- تناول حبوب Mebeverine 200mg مرتين يوميًا، لعدة أيام أو أسابيع لعلاج القولون العصبي.

مشروبات مفيدة لحالتك:
- عصير أوراق النعناع والريحان الطازج مع الليمون والعسل؛ فهو يخفف الشعور بالغازات وألم البطن.
- منقوع بذور الشيا (Chia seeds)؛ تُنقع لمدة 5 ساعات (ملعقة كبيرة من البذور تُضاف إلى كوب ماء)؛ وهو مفيد للقولون والغازات والإمساك.
- ملعقة كبيرة من الصمغ العربي في كوب ماء؛ يساعد في تفريغ القولون صباحًا.
- احرص على ممارسة رياضة المشي لمدة ساعة يوميًا في الحدائق العامة؛ فهي تعزز مستوى هرمون السيروتونين بشكل طبيعي.
- العناية بالروح كما نغذي الجسد، وذلك من خلال الصلاة في وقتها، صلة الرحم، قراءة القرآن، الدعاء، والذكر؛ فكل ذلك يحسّن الحالة المزاجية، ويوازن بين النفس والجسد.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم ليلاً (بين 6 إلى 7 ساعات، مع ساعة قيلولة ظهرًا).

لعلاج التوتر ونوبات الهلع عليك التخلص من أعراض التوتر والقلق، وعدم العودة إلى نوبات الهلع، يمكنك تناول حبوب Cipralex 10mg (قرص واحد يوميًا لعدة شهور)، هذا الدواء يساعد في ضبط مستوى هرمون السيروتونين؛ مما يعالج التوتر والقلق، إلى جانب القولون العصبي.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً