الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأخرت في دراستي وأشعر أنه لا بركة في وقتي ولا مالي ولا دراستي.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا طالبة جامعية أبلغ من العمر 25 سنة، دخلت الجامعة قبل 4 سنوات، اعتذرت فصلين منها بدون أسباب قوية، بقي على تخرجي سنتان تقريبًا إذا لم أتعثر بأي مادة بإذن الله، لا أخفي عليكم أنني استهترت كثيرًا في دراستي، ولكني لم أعد أريد أن أكمل في هذا القسم، خصوصًا أن أغلب المواد المتبقية أدبية، وأنا لا أحب المواد الأدبية أبدًا.

فكرت كثيرًا بالتحويل إلى جامعة أخرى، لكن في حال تم قبولي يجب أن أدرس سنة تحضيرية؛ لذا ستكون الدراسة 5 سنوات، والتحضيري يبدأ مع بداية كل سنة دراسية، أي أني إذا انتظرت إلى السنة القادمة وأكملت في قسمي الحالي سيبقى لي القليل.

أشعر أن العمر يمضي بي، وهناك من هم أصغر مني قد أخذوا الشهادات العليا؛ مما يشعرني بالنقص والحزن والحرج، رغم أنني لا أحسد أحدًا بل على العكس، لكني أحزن على حالي؛ لأنني لم أنته من دراستي، والأمر الذي يحبطني أكثر أنني إذا غيرت قسمي؛ فسوف أتخرج وعمري 30 سنة، أشعر بالضيق؛ لأني قصرت كثيرًا في دراستي الثانوية، وتعهدت بأني لن أكررها، والآن أعيد نفس الخطأ.

يزعجني كثيرًا كلام من حولي وردة فعلهم، وسؤالهم الدائم لي: متى ستتخرجين؟ لعلمهم بفشلي في مسيرتي الدراسية، أشعر أنه لا بركة لي في وقتي، ولا في مالي، ولا في دراستي.

أرشدوني، أرجوكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Ahlam حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى من الله الكريم أن يحقق أمنياتك ويرشدك إلى ما فيه الخير.

موضوع اختيار التخصص أو المهنة المستقبلية من الموضوعات المهمة والتي ينبغي للفرد أن يدرسها دراسة مستفيضة قبل أن يختار؛ لأنها ترتبط بحياة الفرد المستقبلية. فإذا تم الاختيار وفقاً للقدرات العقلية والميول الدراسية أو المهنية؛ فسيشعر الإنسان بالمتعة والسعادة وهو يدرس أو يؤدي عمله. أما إذا تم الاختيار للتخصص وفقاً لرغبة الآخرين، أو لتحقيق أهداف أخرى غير موضوعية، فربما لا يجد الشخص نفسه في هذه الدراسة أو هذه المهنة.

أحياناً الرغبة وحدها ليست كافية؛ لتحقيق الهدف، وإنما لا بد من مراعاة القدرات العقلية، والميول المهنية، فبعض الطلاب ينجح في دراسته، ولكن عندما ينخرط في مجال العمل يشعر بعدم الرضا عن وظيفته، فنقول لك -أختي الكريمة-: إن الإنسان يمكن أن يبدع في أي مجال من مجالات الحياة ما دامت له قدرات وميول تؤهله للتفوق في هذا المجال.

الواضح من استشارتك أن قدراتك العقلية تؤهلك للنجاح في المجال الذي أنت فيه الآن، كل ما في الأمر هو وضع خطة جديدة، والاستفادة من التجارب السابقة، وبقوة الإرادة ستصلين -إن شاء الله- لما تريدين، واعلمي أن كلام الآخرين ليس معناه أنك فاشلة، صحيح إذا تطابقت القدرات العقلية مع الرغبة؛ ستكونين أكثر نجاحاً وتفوقاً.

الآن أنت أمام خيارين: إما المواصلة في نفس التخصص، والتخرج بأي درجة كانت، ثم تواصلي دراساتك العليا بعد الجامعة في تخصص يتوافق أو يتماشى مع ميولك، أي في أي فرع من فروع دراستك الحالية لتحققي فيه ما تريدين, وهذا الخيار من فوائده أنك كسبت سنتين دراسيتين. أو تتجهين نحوالخيار الثاني: وهو التحول إلى تخصص آخر من البداية، ومن فوائده أنك ستحققين رغبتك الشخصية مع تضييع سنوات من العمر.

هناك من الناس من درس الجامعة مرتين في تخصصين مختلفين وحصل على شهادتين. وكراهية المواد الأدبية ينبغي ألا تكون عقبة في مسيرتك العلمية، بل انظري إليها كنوع من الثقافة، والمعرفة الجديدة، وليس بالضرورة أن تتفوقي فيها.

باختصار: حاولي دراسة الإيجابيات والسلبيات لكل من الخيارين دراسة مستفيضة، واستشيري ذوي العلم والمعرفة في المجالين، وخاصة أساتذة الكلية، ثم استخيري الله عز وجلَ؛ فإنه سيرشدك لما فيه خير دينك ودنياك، وإن شاء الله يطمئن قلبك، ولا تندمين على ما يختاره الله لك.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً