الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب حالة الخوف والفزع من الموت التي أصابتني فجأة؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا فتاة في المرحلة الثانوية، عمري 17 عاما، لدي شخصية اجتماعية، ولكني كتومة، ولا أعاني من مشاكل نفسية، ولكن في بعض الأحيان أتجاهل مشاعري وأخطاء الناس لأعيش مرتاحة بعض الشيء، لدي خيال واسع، وحياتي الاجتماعية جيدة للغاية، وبيئتي ملتزمة بعض الشيء، وأنا أحبها.

في الصف الثاني ثانوي، وفي الحصة الأولى، شعرت بضيق في التنفس، وبعض الزكام، والجفاف في الفم، وبالرغم من أني شربت الماء؛ إلا أن الجفاف استمر، وكذلك الكتمة، ولكنهما اختفيا بعد دقائق من تجاهلهما.

وفي الصف الثالث الثانوي؛ كثرت حالات الوفاة لأشخاص أعرفهم، فقد توفي 5 أشخاص تقريبا –رحمهم الله-، ولما ذهبنا للعمرة في رمضان، وركبنا باص النقل، أصابني جفاف في الفم، وضباب في الرؤية، وشعرت باقتراب الأجل لأحد أقاربي الذين يرافقوني، وقليل من الخوف، ولكنني تجاهلته، وبعد دقائق اختفى، وعند العودة للمنزل شعرت بخمول لكامل جسمي، وأصبني الزكام وتجاهلته بتلك الفترة أيضا، وتجاهلته، لأني كنت أظن بأنها أعراض التعب من السفر.

وقبل شهر تقريبا كنت أمارس بعض التمارين الرياضية، لقد كانت تمارين عنيفة بعض الشيء، ومن دون إحماء بعد الفجر، وبعد الانتهاء منها؛ استلقيت على السرير لأنام، ولكني شعرت بنبضات قلبي تتسارع، وضيق حاد بالتنفس، وصعوبة في البلع، ودوخة، وانسداد في الجيوب الأنفية، والزكام، والشعور باقتراب الأجل، واتجهت مباشر إلى المستشفى لعمل ضغط الدم، وكان منخفضا قليلا، فأعطوني مغذ، ورجعت إلى البيت.

لازمني خمول في الجسم، وخصوصا في الرجلين، وصداع وألم في الأذن اليمنى، وأرق، فذهبت إلى المستشفى مرة أخرى، وأجريت تحليلا للدم، وظهرت النتائج سليمة -ولله الحمد-، ولكن لا تزال الأعراض ملازمة لي، وهي كتمة، ودوخة، وضيقة، وثقل بالقلب، وألم أسفل الظهر، وألم في الكتف الأيمن، وأرق أعاني منه كل ليلة، وانسداد الجيوب الأنفية، وبرودة بأطراف قدمي ويدي، وتنملهما، وصرت أكره الجلوس مع العائلة؛ لشعوري بالخوف من أن يموت أحد أمامي، أو أموت أنا، كما وأكره ركوب السيارة.

أرجو تشخيص حالتي، وهل أستطيع أن أتعالج من هذه الحالة بدون أدوية؟ علما بأن لدي شخصية قوية، وأستطيع أن أتجاهل هذه الحالة بسهولة، ولكن أريد أن أقرأ كلام الخبراء كي أشعر بالاطمئنان والراحة، والدافع لتجاهل هذه الأعراض إذا كان هذا المرض نفسيا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلطانة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

رسالتك واضحة جدًّا، وهي طيبة، ومعالمها تُشير وبما لا يدع مجالاً للشك أن حالتك بسيطة جدًّا.

أنا لا أرى بأنك مُصابة بمرض عضوي، حتى حالات انسداد الجيوب الأنفية، والدوخة، وصعوبة البلع، وجفاف الفم، هذه غالبًا مرتبطة بما نسميه بقلق المخاوف البسيط.

قطعًا لديك قلق مخاوف، وأعتقد أنك ربما يكون قد حدث لك ما يسمى بنوبات الهرع أو الفزع، لكنها كانت من النوع البسيط، وهذه دائمًا تُرسِّخ الخوف من الموت عند بعض الناس.

أيتها الفاضلة الكريمة: أعجبني جدًّا قولك أنك تستطيعين أن تتجاهلي هذه الحالة، فإذًا اسعي لتجاهلها، وحتى تساعدي نفسك؛ كوني إيجابية في تفكيرك، هذه الحالة ليست خطيرة أبدًا، وعليك أن تمارسي التمارين الرياضية، ولكن ليس بعنف، وعليك أيضًا أن تطبقي تمارين الاسترخاء، هذه التمارين تمارين ممتازة جدًّا، ارجعي لاستشارة بإسلام ويب، والتي هي تحت رقم (2136015)، سوف تجدين فيها الإرشادات اللازمة بكيفية تطبيق تمارين الاسترخاء بصورة صحيحة.

توزيع الوقت دائمًا ننصح به، وحرصك على صلاتك والتزامك، وتلاوة القرآن والأذكار، قطعًا سوف تعطيك دعامات من الطمأنينة التي تثبتك -إن شاء الله تعالى- وتربط على قلبك، وتزيل عنك الخوف، واجتهدي في دراستك، لا بد أن تكون أهدافك واضحة في هذا السياق، وهذا هو الذي أنصحك به وليس أكثر من ذلك.

أنت جيدة، والحالة -إن شاء الله تعالى- بسيطة، وآلياتك الدفاعية النفسية واضح أنها قوية، واستعدادك لتجاوز هذه المرحلة من قلق المخاوف الوسواسي من النوع البسيط واضحة جدًّا، وبالفعل أنت لست في حاجة لعلاج دوائي.

أسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً