الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي الكيفية التي تنصحوني بها في التدرج الانسحابي للدواء؟

السؤال

السلام عليكم

عمري 23 سنة، طالبة جامعية، تواصلت مع استشاري نفسي، ووصف لي دواء السيروكسات، والتشخيص كان: أعراض اكتئاب ثانوي، ومدة أخذ العلاج بدأت من تاريخ: 1.1.2014 وحتى الآن، بمعدل 10مل لمدة 6 أيام، ثم نرفع الجرعة 20 مل لمدة 6 أشهر.

وبعدها سألني الدكتور عن مدى تحسن حالي، فأجبت بنسبة 80%، فطلب مني رفع الجرعة إلى 40 مل لمدة شهر، والآن تحسن حالي -والحمد لله- إلى الأفضل كثيرا، ولكن الآن دكتوري انقطع عن المستشفى، ولا أعرف ما علي فعله بعد أن أخذت الجرعة 40 مل!!

بدأت بتخفيف الجرعة إلى 20، والآن أرجو مساعدتي في الخطوة التالية؛ لأن دكتوري أخبرني بأن مدة علاجي سنة وشهرين، و 4 أشهر وقاية، فيكون المجموع = 6 شهور، ثم يبدأ بسحبه تدريجيا.

سؤالي: أريد شرحا مفصلا في الجرعات التي يجب أخذها في فترة سحب الدواء بعد تحسن حالي، وأرجو مساعدتي في كيفية التخلص من أعراض السحب؛ لأني أدرس وبين الفترة والأخرى أحس بأعراض السحب، حتى وأنا مستمرة عليه، وبنفس الجرعة، فلماذا؟ وهل هذا خطير؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سيلفيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيتها الفاضلة الكريمة: الزيروكسات دواء ممتاز، دواء فاعل جدًّا، والحمد لله تعالى أنت تحسنت عليه بصورة ملحوظة، وبقي الآن أن نُحدد لك كيفية مواصلة العلاج، ثم سحبه تدريجيًا.

أتفق معك أن كثيرا من الناس يتخوفون من سحب هذه الأدوية، خاصة الزيروكسات؛ لأنه ربما ينتج عنه أعراض انسحابية، كالقلق والتوتر، ودوخة بسيطة، لكن المشكلة تأتي أن العامل النفسي هو الذي يُهيمن على الناس أكثر من العامل البيولوجي الكيميائي من العامل العضوي الذي يُسببه انسحاب الدواء.

لذا أنا أنصح وأرشد دائمًا ألا يتخوف الناس من سحب الدواء، وأن تكوني في عقلية ومزاج يقبل سحب الدواء، هذا مهم جدًّا، وفي أسوأ الظروف إذا انتكس الإنسان ونكص؛ فسوف يرجع الدواء، وليست إشكالية أبدًا، فحضّري نفسك تحضيرًا نفسيًا صحيحًا لسحب الدواء، هذا هو المهم.

وهنالك طريقتان:

الطريقة الأولى: أن تستمري على جرعة العشرين مليجرامًا هذه لمدة ستة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة أبدًا، بعد ذلك اجعليها نصف حبة يوميًا لمدة شهرين، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهرٍ واحدٍ، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذا تدرج معقول لا يؤدي -إن شاء الله تعالى- لأعراض انسحابية، إلا إذا كنت تتوقعيها بشدة شديدة، فإذًا تخلصي تمامًا من القلق التوقعي، ومن القلق الافتراضي، فهذا مهم جدًّا.

الطريقة الثانية: وتفيد الذين يتخوفون من الأعراض الانسحابية، وهي: أن تبقي على الزيروكسات بجرعة عشرين مليجرامًا يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم تجعلي الجرعة نصف حبة، لكن في ذات الوقت تبدئين في تناول البروزاك، والذي يعرف علميًا باسم (فلوكستين) وجرعته هي أيضًا عشرين مليجرامًا يوميًا، وتستمري في جرعة الزيروكسات، وهي نصف حبة/عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهر، ومعها البروزاك، وبعد انقضاء الشهر؛ تجعلين جرعة الزيروكسات نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، وتستمري في نفس الوقت على البروزاك، ثم تجعلي الزيروكسات نصف حبة مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهرٍ، ثم تتوقفين تمامًا عن الزيروكسات، وتستمرين على البروزاك لمدة شهرين بعد التوقف الكامل من الزيروكسات، ثم بعد ذلك تتوقفين عن البروزاك، أي بعد انقضاء الشهرين.

البروزاك لا يحتاج للتدرج؛ لأنه دواء فيه إفرازات ثانوية تبقى في الدم لمدة أسبوع إلى أسبوعين بعد التوقف عن الدواء، لذا أستطيع أن أقول: إنه الدواء الوحيد في مجموعته الذي لا يؤدي إلى آثارٍ انسحابية.

إذًا بهذه الطريقة نكون قد أعطينا البروزاك فرصة ليبني فعاليته خلال سحب الزيروكسات، وبهذا نكون قد ضمنا تمامًا أنه لن يحدث لك آثار انسحابية.

هاتان الطريقتان يمكنك اختيار إحداهما، وفي نهاية الأمر كما تلاحظين الحلول موجودة، وهي كثيرة، ودعّمي نفسك نفسيًا وسلوكيًا، واجتهدي في دراستك، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً