الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من أعراض القولون العُصابي والتي أشدها التوتر والقلق؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

زادكم الله علما، ونفع بكم، وجعله لكم ذخرا يوم لقائه.

أنا مريض بالقولون العصبي، وبعمر 33 عاما، وقد تم تشخيصه لي منذ قرابة العشر سنوات أو يزيد.

الأعراض التي أشكو منها متمثلة في: سخونة في المعدة، وعسر في الهضم، مصحوب بإسهال، مع وجود غازات وألم طفيف أسفل البطن.

أما الأعراض الأكثر ازعاجا فهي التوتر الشديد، وقد يصل لحالة من الحزن والاكتئاب في بعض الحالات، ومع طوال الوقت أصبحت لا أستطيع التمييز، هل أنا في حاجة لعلاج نفسي أم عضوي.

أما من ناحية العلاجات التي أستخدمها بداية فهي: (البريلاكس) لفترة طويلة، ثم (البوكسوديم)، والآن أستعمل (فيرين) لمدة خمسة أو سبعة أيام عند الشعور بالأعراض، وأتوقف عند الشعور بالتحسن.

أرجو الإفادة عن حالتي، وهل يوجد لها علاج ناجع؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مسلم حامد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخِي الكريم: علة القولون العصبي شائعة جدًّا، ومسمّاه الصحيح هو القولون العُصابي، وكلمة العُصابي أتت من القلق والتوتر، وكذلك الاكتئاب والكدر.

إذًا الحالة هي نفسوجسدية، أعراض جسدية تظهر متعلقة بالجهاز الهضمي، لكنها في الأصل منشؤها نفسي، هذه إحدى النظريات المعتبرة والتي نراها صحيحة جدًّا.

علاجك –أيها الفاضل الكريم– يتمثل في العلاج الدوائي، وترتيب وتغيير نمط الحياة، وهذا علاج مهم جدًّا وضروري جدًّا، وعدم التردد على الأطباء بكثرة، كما أنه من المهم جدًّا أن تؤهل نفسك نفسيًا واجتماعيًا من خلال تطوير المهارات، والحمد لله تعالى السودان به الكثير من المناسبات والتواصل الاجتماعي، قطعًا مفيد.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الـ (بوكسوديم) والـ (بريلاكس) هي أدوية مهدئة تفيد الناس نسبيًا، لكن لا تُكثر منها، لا تتناول أكثر من حبة واحدة ليلاً في أقصى الحالات.

الأدوية التي سوف تفيدك هي الأدوية المضادة للاكتئاب، هنالك أدوية جيدة جدًّا منها عقار يعرف تجاريًا باسم (زولفت)، ويسمى علميًا باسم (سيرترالين)، ويسمى تجاريًا أيضًا (لسترال)، وهو متوفر في السودان، هنالك منتج هندي ممتاز جدًّا، والجرعة التي تتناولها هي خمسون مليجرامًا ليلاً -أي حبة واحدة– وتستمر عليها لمدة عام.

هنالك دواء آخر يعرف تجاريًا باسم (فلوناكسول)، ويسمى علميًا باسم (فلوبنتكسول)، هذا تتناوله بجرعة حبة في الصباح وحبة في المساء، وقوة الحبة نصف مليجراما، هذه تستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم تجعلها حبة واحدة في الصباح لمدة ستة أشهر أخرى، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناول الدواء.

بالنسبة للطعام: كن فطنًا وتخيَّر الأطعمة التي تراها مريحة بالنسبة لك، لا داعي أن أحدد لك (لستة) معينة من الأطعمة، فالتخيُّر حسب ما هو متوفر قد يكون هو الأفضل.

هنالك علاج مهم جدًّا وهو التعبير عن الذات، وتقليل الانفعالات، وكما ذكرت لك التواصل الاجتماعي، تجنب النوم النهاري، لا تُكثر من شُرب الشاي والقهوة، نم ليلاً مبكرًا، واحرص على أذكار النوم، ومن المهم جدًّا والضروري جدًّا أن تمارس أي نوع من الرياضة، الرياضة مهمة جدًّا، رياضة المشي هي من أفضل الرياضات ومن أسهل الرياضات.

إذًا –أيها الفاضل الكريم– هذه هي المجموعة العلاجية، ذكرتُ لك الدواء، وذكرت لك تغيير نمط الحياة، فأرجو أن تتبع ما ذكرته لك، وإن شاء الله تعالى يزيل عنك التوتر والحزن وكذلك الاكتئاب وتتحسن أحوالك تمامًا فيما يخص أعراضك النفسوجسدية –أي أعراض القولون العصبي– والأعراض التي تنشأ من الجهاز الهضمي عامة.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السودان مسلم

    جزاكم الله خيرا وسدد خطاكم

  • الجزائر نسيبة

    بارك الله فيك والله يعافي ويشافي كل مريض

  • السودان ام ترتيل.....السودان

    بارك الله فيك والله اصعب مافيه الحالة النفسية ربنا يشفينا ويعافي الجميع نصيحتي لمرضى القولون اكثرو من الاستغفار وتغيير المكان عندما تشعر بضيقه

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً