الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الخوف والوسواس القهري؟

السؤال

السلام عليكم ورحمته الله وبركاته

أشكركم على هذا الموقع الرائع، وأشكركم على رحابة صدوركم لحل مشاكلنا.

أستاذي: ما أشكو منه أو أشعر به هو إحساسي بالموت، لقد أصابني هذا الوسواس وأنا في عمر 17، ولم أكن أعرف ما هو، ولكن كل ما أعرفه أنني توقفت عن عيش حياتي، وأصبحت متشائمة جداً، وكان السبب موت قريبة لي، وأخبرونا أنها كانت تحس بالموت ولم تكن تريد شيئاً، وكانت تودعهم، وبعدها مرضت مرضاً لا يعلم به إلا الله، حتى أقنعت أهلي أن بي حسداً، وذهبت إلى المشايخ للقراءة علي، ولكن لم يكن بي شيء، وبعد ذلك ذهبت إلى المستشفى لعمل التحاليل والأشعة لبطني؛ لأنني كنت أشعر بألم عند التفكير بالموت، والنتيجة: كلُ شيءٍ جيد والحمد لله.

بعد شهر بدأت الدراسة، وذهب عني الوسواس، وعشت تسع سنوات -ولله الحمد- وأنا بأتم حال، و قبل أسبوع رجع لي الإحساس، وقلبي بدأ ينبض بشدة ولا أستطيع النوم، وبدأت المعاناة مرة أخرى أشعر بأني سأموت وأبكي على نفسي، وعلى طفلي الذي سأتركه.

دخلت الموقع وقرأت لمن هم مثلي، وأنا موقنة بأنه وسواس؛ لأنها أمور لا يعلم بها إلا الله، وهو رحمن لا يفعل هكذا بعباده، وحاولت في نفسي وأجاهدها -والحمد الله- خفقان القلب بدأ ينخفض، ولكن الشعور موجود في قلبي ويعكر علي فرحي، وعندما أتخاصم مع زوجي أقول في نفسي: لو يدري أني سأموت لم يفعل معي هكذا.

اليوم أخبرت والدتي بما أشعر وأني موقنة أنه وسواس، وأنا قوية ولن أستسلم له، ووالدتي حفظها الله تقوي من عزيمتي.

آسفة على الإطالة، لكني تعبت من هذا الإحساس.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أريج حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حالتك بسيطة، كل الذي بك نسميه بقلق المخاوف الوسواسي من الدرجة البسيطة، هي حالة أو ظاهرة نفسية بسيطة. أنت -الحمد لله تعالى- ظللت لمدة تسع سنوات بخيرٍ وأمانٍ، وهذا دليل على أن هذه الحالة بسيطة، والحمد -لله تعالى- أنت الآن في مرحلة التوجه نحو النضوج الحياتي والمهاراتي، فأنت متزوجة، مستقرة، لديك إيجابيات عظيمة، والدتك -حفظها الله- تشدُّ من أزرك وتقوي من عزيمتك، فهذا أمر جيد.

حقري فكرة المخاوف وفكرة الوسواس، ولا تحللي الأمور أبدًا، كوني متفائلة، كوني صاحبة عزيمة، واستفيدي من وقتك، وعليك أن تُديري الوقت بصورة ممتازة، لا تتركي مجالاً للفراغ، الفراغ الذهني وكذلك الفراغ الزمني يؤديان بالفعل للوسوسة وللتوجس والمخاوف والقلق.

الأمر الثاني: أريدك أن تطبقي تمارين الاسترخاء، تمارين رائعة جدًّا مفيدة جدًّا وذات نفع كبير، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) يمكنك أن ترجعي إليها وتطلعي عليها وتطبقيها بكل فعالية وإجادة، تفيد جدًّا -إن شاء الله تعالى- .

أرى أنه حتى ترتاحي من هذه الهواجس، لا بأس إذا تناولت أحد الأدوية البسيطة جدًّا مثل عقار يعرف تجاريًا باسم (فافرين) ويسمى علميًا باسم (فلوفكسمين)، دواء بسيط ممتاز، سليم، غير إدماني، لا يؤثر على الهرمونات النسوية، وهو من أفضل معالجات الوسواس والقلق، وجرعته في حالتك جرعة صغيرة، ابدئي بخمسين مليجرام، تناوليها ليلاً بعد الأكل لمدة شهرٍ، ثم اجعليها مائة مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرٍ، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق، ونشكرك على ثقتك في استشارات إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً