السلام عليكم.

أنا فتاة أعاني من خوف شديد من كل شيء، وبالأخص الموت بعد أن مرضت قبل ثلاث أسابيع تقريبا بانخفاض في الضغط، ومن بعد ذلك اليوم وأنا في حالة لا يعلمها إلا الله وحده، وأنا فتاة مؤمنة بأن الموت حق علينا، لكن خوفي يجنني، ويأتيني ضيق في التنفس وانسداد في الأنف، ويأتيني إحساس بأنني سأموت في هذه اللحظة.

أهملت نفسي وزوجي وأطفالي، وتأتيني حالة بكاء، ذهبت للشيخ وقال: فيك عين حاسدة أو إعجاب، وأعطاني ماء وزيتا، هل الإحساس بالموت حقيقي أو مجرد وسواس؟ وكيف أتخلص منه؟ فقد أكملت شهراً وأنا بهذه الحال.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وفا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا أعتقد أنك بك عيناً أو شيئاً من هذا القبيل، وأنا أؤمن بالعين وبالحسد وبالسحر وبالمسِّ، الذي بك هو نوع من المخاوف التي أصابتك نتيجة لانخفاض الضغط، والذي يظهر لي أن لديك استعداداً وقابلية لقلق المخاوف، خاصة قلق المخاوف الوسواسي، والذي يجعل الإنسان يتخوف من الموت.

أيتها الفاضلة الكريمة: اذهبي إلى الطبيب النفسي، هذا هو الأفضل بالنسبة لك؛ فأنت محتاجة لأحد الأدوية المضادة للمخاوف مثل عقار (سبرالكس)، وسوف يفيدك كثيرًا، وفي ذات الوقت تجاهلي تمامًا هذه الأعراض، واصرفي انتباهك عنها، وأحسني إدارة منزلك، ووزّعي وقتك، وأديريه بصورة صحيحة، وصلِّي الصلاة في وقتها، وعليك بالدعاء والأذكار، خاصة أذكار الصباح والمساء، وتطبيق تمارين التنفس المتدرج، وستكون مفيدة جدًّا بالنسبة لك، هذه التمارين تتمثل في أن تجلسي في داخل غرفة هادئة في مكان هادئ جدًّا ثم تغمضي عينيك قليلاً، بعد ذلك ضعي يديك على صدرك وكوني في حالة تأمُّلٍ إيجابي، ثم خذي نفسًا عميقًا وبطيئًا عن طريق الأنف – هذا هو الشهيق – اجعلي صدرك يمتلأ بالهواء، أمسكي الهواء قليلاً في صدرك، بعد ذلك أخرجي الهواء بكل قوة وبطء عن طريق الفم -إذًا شهيق، وإمساك الهواء في الصدر، ثم الزفير-، وكرري هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء، وسوف تجدين فيه فائدة كبيرة جدًّا.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.