الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطيبي عائق في طريق دراستي وعملي، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالبة في كلية الصيدلة في السنة الأخيرة، تقدم لخطبتي شاب يتحلى بالخلق والدين، ويعمل مهندساً في السعودية، فاشترطت عليه أن يسمح لي بالعمل بعد إكمال دراستي فوافق، وتمت الخطبة لمدة 6 أشهر، وفي عقد القران سجل أهلي هذا الشرط، ووافق عليه، وبعد شهرين من عقد القران وقرب موعد الزواج، تراجع عن الموافقة ورفض فكرة الدراسة والعمل، وكلمني بأسلوب سيء، وقطع علاقته بي، فشكوته لوالده، وعاد معتذراً عن أسلوبه، ولم يذكر قراره، ولكنه ذكر بأنه سوف يستأجر لي بيتاً بجانب مجمع تجاري، وأنني سأقضي وقتاً طويلاً في البيت، وأنه سوف يأخذني للمجمع، ففهمت من كلامه أنه ما زال مصراً على قراره، وأن اعتذاره فقط عن أسلوب تعامله معي.

لقد قتل كل طموحي، وأشعر أنني في ورطة، لأنني اشتريت تجهيزات العرس بغالبية المهر، ولا أستطيع إرجاع المهر له، وأبي متوفي، ونحن عائلة متوسطة، ولدي أخ وحيد عمره 24 سنة، وأنا لا أريد التنازل عن طموحي في الدراسة والعمل، فأنا متفوقة في دراستي، وخاصة أنه مغترب، وظروف عمله صعبة، حيث يقضي في عمله 13 ساعة، وهذا صعب جداً بالنسبة لي أن أقضي كل ذلك الوقت بمفردي.

أنا خائفة من الانفصال عنه لتكرر حالات الطلاق في عائلتي، فأنا أصغر أخواتي الستة، وواحدة فقط هي المتزوجة، وخائفة أن أظلم نفسي بالاستمرار معه أو بتركه، وأشعر بالضعف والضيق الشديد والاكتئاب لأنه فهم قبولي للاعتذار موافقة على قراره، ولكنني لن أوافق أبداً، أرجوكم أرشدوني للصواب، فأنا تائهة، وقد اقترب موعد الزفاف، ولا أشعر بالراحة، أو السعادة أبداً، جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

لا شك أن الزواج والاستقرار هو برنامج الحياة، والأموال والشهادات لا تغني عن تأسيس أسرة، والأمومة حاجة ملحة تكمل بها المرأة أنوثتها، وقد سمعت الدنيا هتاف عدد من الناجحات حيث قالت إحداهن: خذوا شهاداتي كلها وأسمعوني كلمة ماما، ومن هنا: فنحن لا نؤيد إيقاف الزواج، خاصة مع زوج ناجح لأجل مواصلة الدراسة، ولكننا نؤيد تجميد الدراسة، وترك الأمر للظروف، وأعتقد أن معظم الجامعات في العالم فيها هذا النظام، ومرت علينا تجارب رائعة في هذا الجانب، وبهذا تتحقق كل الفوائد المرجوة.

ورغم أنه لم يتضح لنا سبب تغيير وجهة نظره، والتنصل من تعهداته، إلا أننا نعتقد أن معرفة السبب مهمة، فهل الأسباب هي قناعات شرعية جديدة؟ وهل السبب هو أن مواصلة الدراسة ستحول بينك وبينه؟ فنتمنى أن لا تتأثري كثيراً، واستخيري، وشاوري، وأقبلي على حياتك الجديدة بعد التزود بالقيم والمعاني الشرعية، واجتهدي في حفظ القرآن، وتذكري أن الأصل هو أن تستعد المرأة لبناء أسرة -كما أشرنا-.

والمرأة عندنا ملكة مخدومة، والرجل هو الذي ينفق عليها ويكرمها، وعند مجيء الأطفال سوف تجدين طعم الحياة، وتشعرين بحاجتهم للرعاية المستمرة، وهذا ما دفع الكثيرات إلى ترك الوظائف، والعودة إلى البيوت، بل هذا ما شعرت بأهميته حتى الدول الغربية، فوضعت المكافئآت لمن تعود لتمارس دور الأمومة، وقد وصلوا لذلك بعد دراسات اجتماعية، ونفسية، واقتصادية، وهالهم الخلل والشرخ الكبير الذي حدث في مجتمعاتهم بعد خروج المرأة إلى سوق العمل.

كنا نتمنى أن تسير الأمور على ما تم الاتفاق عليه، ولكننا لا نرى أن الذي حصل يصلح أن يكون سبباً لإيقاف مشروع الزواج، لأنه مشروع مبارك واستراتيجي.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يجمع بينكما على الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، وسعدنا بتواصلك مع موقعك، ونسعد باستمرارك في التواصل، ونسأل الله لكما التوفيق، ولكما منا صالح الدعاء، وأطيب الأمنيات.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً