الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعبت نفسيتي، وأصبحت قلقة من الأمراض التي أشعر بها، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم.

قبل 3 سنوات أصابني ضيق في التنفس، وتعب في الجسم، وتبين أنني مصابة بجرثومة في المعدة، وأخذت كورس علاج بالمضادات، وذهبت إلى الدكتور، فقال: إن معدتي أصبحت حساسة، ولدي حموضة، وارتجاع في المريء، ووصف لي دواء النيكسيوم 20 مج وليبراكس مرتين في اليوم، واتبعت نظاما غذائيا خاليا من الدهون والبهارات والصلصات، وتحسنت حالتي، ولكني بعد ذلك بدأت أشعر بتعب من أقل مجهود أقوم به، وتأزمت نفسيتي بأنني غير قادرة على القيام بأي عمل ولو كان بسيطاً، وأشعر بدوخة شديدة.

بعد سنتين أصبت بحموضة شديدة، واستبدل الدكتور دوائي، وأخبرني أن أتوقف عن الليبراكس، والنيكسيوم، ووصف لي الباريت، ولم يناسبني على الإطلاق، وأصبحت أستفرغ، وتأتيني نوبات من الرجفة في جسدي كله، وأشعر بتنمل في يدي، فعدت إلى الأدوية القديمة ومستمرة عليها، إلا إن حالة التعب الشديدة التي تنتابني بين فترة وأخرى لأقل مجهود أبذله مستمرة، كما أنني أشعر بالجوع بصورة مستمرة، لدرجة أنه لا تمضي علي 4 ساعات عن الوجبة الأخيرة حتى أشعر بالجوع.

أشعر بتوتر شديد بين فترة وأخرى، وأصبحت دائمة التفكير، حتى أصبحت متعكرة المزاج دائما، ولا أقوى على الخروج للشراء أو قضاء حوائجي إلا إذا كان المشوار لا يتعدى الساعة.

كما أنني أصبت برهاب اجتماعي بسيط، حاولت التغلب عليه بصعوبة، وأشعر بألم في عضلات الكتف والرقبة لدرجة أنني أشعر بضعف في ذراعي.

الحمد لله جميع نتائج تحاليلي سليمة، وتبين وجود خمول بسيط في الغدة، أتناول عنه ثايروكسين 25 مج، ولمقاومة الأنسولين أخبرني الطبيب بأني لا أحتاج إلى أخذ الأدوية عنه، فقط أهتم بنوعية الأكل، ونقص بسيط في البوتاسيوم، أما فيتامين (د) و(ب) 12 وغيرها أثبتت النتائج بأنها سليمة.

ما يزعجني هو التعب الدائم الذي أنا فيه، وعدم استطاعتي بالقيام بأموري الاعتيادية التي كنت أفعلها سابقا، كما أن لياقتي قلت كثيرا، أصبحت ألهث باستمرار من أقل مجهود، كما أن توتري النفسي الذي ينعكس على عائلتي.

معظم الأطباء الذين عرضت عليهم حالتي أخبروني بأنني لا أتناول طعاما كافيا لجسمي، وأنني دائمة التفكير، حتى حين آخذ قيلولة بسيطة أستيقظ بعدها ودقات قلبي متسارعة، وعندما أستيقظ صباحا لا أشعر بأنني أخذت كفايتي من النوم، فلا توجد لدي طاقة كافية، وأيضا أحلم باستمرار كل ليلة، وبعض الأحيان يصيبني شلل النوم؛ حيث أنني لا أستطيع تحريك جسمي لثوان، وأرى تهيؤات حينها، وأشعر بأن نفسي ينقطع، أخاف القيام بأي عمل، وأغيب عن عملي، ولا أشعر بالسعادة، أدعو الله أن يمن علي بالصحة، وعلى مرضى المسلمين.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليلى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق.

اضطرابات الجهاز الهضمي منتشرة جدًّا وخاصة في منطقتنا هذه، وكثيرًا ما تلعب الأسباب النفسية من قلق وتوترات بسيطة وأحداث الحياة دورًا كبيرًا في ظهور هذه الأعراض.

الشيء الذي استنتجته من رسالتك هو: أعتقد أن القلق النفسي حتى وإن كان بسيطًا قد لعب دورًا كبيرًا في أعراض الجهاز الهضمي الذي تعانين منها، وكذلك الشعور بالتعب والإنهاك وسرعة الإجهاد، وهذه بعد أن حدثت جعلتك تحسين بشيء من الإحباط، والإحباط أيضًا يزيد من الأعراض النفسوجسدية.

أيتها -الفاضلة الكريمة-: أنا أرى أنه من الضروري جدًّا أن تتواصلي مع طبيب نفسي، والبحرين بها أطباء متميزين، أنت تحتاجين لدواء مثل: عقار يعرف تجاريًا باسم (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral)، ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) وهو مُحسِّنُ للمزاج، ومُزيلٌ للخوف، ويُحسِّنُ النوم، وإن شاء الله تعالى سيعطيك شيئا من الاستعداد على أن تكوني أكثر إيجابية، وأن تسعي لممارسة الرياضة، لأن الرياضة تقوي النفس، وكذلك تقوي الأجسام، وقطعًا عقار مثل زولفت سوف يُحسِّنُ كثيرًا شهيتك للطعام.

مراقبة الغدة الدرقية مهم جدا، لأن نقص أو زيادة إفراز هرمون الـ (ثيروكسين Thyroxin) كثيرًا ما يؤدي إلى بعض الصعوبات النفسية.

الآلام الجسدية أعتقد أنها مرتبطة مع الحالة النفسوجسدية، وتناول أحد مضادات الاكتئاب مثل الزولفت –كما ذكرنا–، مع ممارسة الرياضة، وتنظيم الوقت، أعتقد أنها ستكون حلًّا ناجحا لمشكلتك.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً