الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تنتابني أفكار بأني سأموت وألحق بصديقيّ، فكيف أتخلص من ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ..

عمري 23 سنة، منذ 3 أشهر بدأتني الأعراض التالية: ضيق في النفس وتعب, أخاف من الموت لأن لدي صديقان توفيا فجأة في نفس الشهر؛ لذلك ذهبت إلى الطبيب، وبعد الفحص أكد لي بأني لا أعاني من شيء، فقط تعب؟ لكن هذه الأيام تنتابني فكرة أني سأموت كصديقيّ -رحمهما الله-، أريد حلاً لهذه المشكلة، ومساعدتي؛ لأني والله مللت من هذه الفكرة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لهذين الصديقين، ولجميع موتى المسلمين.

لا شك أن الحدث حدث كبير وحدث مؤثر، وقلبك لما يحوي من وجدان وعطف أدى إلى ما نسميه بعدم القدرة على التكيف، أو عدم القدرة على التواؤم، ومن ثم ظهرت عندك الأعراض التي في جُلِّها تتمركز حول الموت والخوف منه.

فيا أيها الفاضل الكريم: الضيق في التنفس والتعب الذي تعاني منه ناتج من انقباضات عضلية في القفص الصدري؛ لأنك قلق ومتخوفٍ من الموت؛ -إن شاءَ الله تعالى- هذه أعراض عابرة، والإنسان يتواءم ويتكيف مع الحياة تدريجيًا، فأريدك أن تعيش حياتك بقوة، اطلب الرحمة للصديقين كما ذكرت، واعلم – أيها الفاضل الكريم – أن الأعمار بيد الله حقًّا وحقيقة، والخوف من الموت لا يزيد ولا ينقص في عمر الإنسان لحظة واحدة، اجتهد في دراستك إن كنت في المرفق الدراسي، وفي عملك إن كنت تعمل.

وظِّف حياتك، وأحسن إدارتها، واعرف أن الحياة كلها متغيرات، يجب أن نكون دائمًا مفعمين بالأمل والرجاء، حسن إدارة الوقت فيها خير كثير لك، فأرجو أن تحسن إدارة وقتك، والصلاة في وقتها، والإكثار من الاستغفار، وتلاوة القرآن هي أكبر المطمئنات، هذه الباقيات الصالحات يجب أن نحرص عليها دائمًا.

أيها الفاضل الكريم: وجدنا أن بر الوالدين أحياءً كانوا أو أمواتًا يعود بفائدة نفسية عظيمة جدًّا على الإنسان، تجعله مطمئن القلب، يجعله واثقًا من مقدراته، والبار لوالديه تنزل عليه السكينة في كل شيء، وأحسب أنك - إن شاء الله تعالى – منهم.

أريدك أن تُكثر من التمارين الرياضية، فاحرص عليها جدًّا، ولا مانع – أيها الفاضل الكريم – أن تتناول دواءً بسيطًا جدًّا لإزالة قلق المخاوف الذي تعاني منه، الدواء يعرف تجارياً باسم (فافرين Faverin)، ويعرف علمياً باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine) أنت تحتاج لتناوله بجرعة خمسين مليجرامًا لمدة شهرين فقط، ثم تتوقف عن تناوله، هذه جرعة صغيرة والدواء سليم، ومدة العلاج قصيرة، وقصدت أن أصفه لك كداعم فقط.

أرجو أن تأخذ بكل ما ذكرته لك، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً