الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بالخوف من الموت وأعراض مصاحبة.. ما تشخيص حالتي وما علاجها؟

السؤال

أصبت بشرغة نفس منذ عدة سنوات، وكنت على وشك الموت ولكن -الحمد لله- الذي نجاني منها، غير أنها خلفت لدي شعور الخوف من الموت، والذي أصبح ملازمًا لي، وخصوصًا مع أي شعور بضيق النفس أو بنغزات القلب. المهم أني اعتدت على ذلك وأصبح الأمر طبيعيًا لدي، وأصبحت أجتهد في تجاهل الأمر وأعيش حياة طبيعية.

مؤخرًا وبعد عدة أشهر من ضغوط نفسية، وهموم وأحزان عدة، وبدون أي مقدمات أصابني خوف شديد من الموت، هذا الخوف كانت له أعراضه من تنميل اليد والقدم اليسرى، وانقباض الصدر، والمعدة، وتسارع نبضات القلب، واستمر لما يقرب من الساعة، وبعدها تمكنت من النوم والحمد لله، لكن بعد ذلك ولعدة أيام قلّت بعض الأعراض، مثل تنميل اليدين، وتسارع نبضات القلب، وبقي انقباض الصدر والمعدة، وأصبح أي شعور للحزن لدي هو مماثل تمامًا لشعور الخوف، وأي تفكير في شيء محزن أشعر وكأني خائف، هذا الأمر مستمر منذ 5 أيام، ولا أعرف إن كان سيزول بتجاهله أم أنه يحتاج لدواء.

أرجو تشخيص حالتي، وإرشادي للعلاج.

وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخِي الكريم: فعلاً الشرغة لها تبعات نفسية كبيرة، وتعتبر جرعة تخويفية كبيرة جدًّا، ثبَّتتْ لديك المخاوف التي أصبحت تنتابك، وبعد ذلك -أيضًا- حدثت لك نوبات هرع، بعد ذلك أدتْ إلى الأعراض النفسوجسدية التي تحدثت عنها.

أعراض التنميل وتسارع ضربات القلب وانقباض الصدر والمعدة، هذا كله ناتج من نوبات الهرع المتتالية، حتى وإن كانت بسيطة، لكن قطعًا أدت إلى هذه الأعراض النفسوجسدية.

شعورك بالحزن له ارتباط بالشعور بالخوف ولا شك في ذلك، ولكن الحزن الذي يعتريك –أيها الفاضل الكريم– ليس سببه الاكتئاب النفسي، الحمد لله تعالى أنت غير مكتئب، لكن قطعًا نفسك غير مطمئنة لما أصابك.

التجاهل سيكون أمرًا جيدًا ومفيدًا جدًّا لك، وأن تشغل نفسك، ولا تدع مجالاً للفراغ، أن تُمارس الرياضة، هذا كله يفيدك كثيرًا، وتمارين الاسترخاء أيضًا ذات فائدة عظيمة في علاج مثل هذه الحالات.

أيها الفاضل الكريم: إن استطعت أن تتواصل مع طبيب –طبيب المركز الصحي– لإجراء الفحوصات العامة، هذا أمرٌ دائمًا نوجِّه له وننصح به؛ لأنه بالفعل يبعث الطمأنينة في الإنسان، وبعد أن تُجري الفحوصات وتطمئن أعتقد أنك يمكن أن تتناول دواء بسيطًا جدًّا يعرف تجاريًا باسم (جنبريد genprid) ويسمى تجاريًا أيضًا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويعرف علميًا باسم (سلبرايد Sulipride) دواء بسيط جدًّا، وفاعل جدًّا، وأنت تحتاج له بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، وقوة الكبسولة خمسون مليجرامًا، تتناولها لمدة أسبوع، ثم تجعلها كبسولة صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم تجعلها كبسولة صباحًا لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أخِي الكريم: لا بد أن أذكرك بأن عمرك إذا كان أقلَّ من عشرين عامًا فلن يُوصف لك الدواء، ولا تتناوله، وطبق فقط ما ذكرته لك من إرشاد، لكن إجراء الفحوصات أراه ضروريًا ومهمًّا، بالرغم من قناعتي التامة أنه -إن شاء الله تعالى– ليس لديك أي علة عضوية، لكن إجراء مثل هذه الفحوصات المختبرية وجد أنه مفيد جدًّا؛ ليبعث فيك طمأنينة وراحة نفسية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً