الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد وفاة أمي أصابني الهلع والقولون العصبي، بماذا تنصحوني؟

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 22 سنة، قبل سنة ماتت أمي -رحمها الله- وبعد وفاتها بشهرين صارت عندي نوبات هلع.

جاءني القولون العصبي، وقدرت أن أقاوم نوبات الهلع والحمد لله، لكن عندي مشكلة في القلق الزائد والتفكير الزائد والخوف من الموت، وتقلب المزاج، لدرجة أني أفضل الجلوس في البيت، وأعراض القلق مثل صداع، ولا أقدر أن أتحمل القلق والتوتر، فبماذا تنصحوني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Hammad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى لوالدتك الرحمة والمغفرة ولجميع موتى المسلمين.

التعبير عن الأحزان قد يأخذ صورا مختلفة، منها ظهور بعض الأعراض النفسية كالتي تحدثت عنها، وكذلك ظهور بعض الأعراض الجسدية مثل: القولون العصبي، أو الصداع، وهذه ناتجة عن انشداد وتوترات عضلية.

أيها الفاضل الكريم: الأمر يجب أن تُعالجه بأن تقتنع بأنك لست مريضًا، هذه هي النقطة الأولى.

النقطة الثانية: اسأل الله تعالى لوالدتك الرحمة، وصِل مَن كان يصلها، وكن بارًا بهم، وتصدّق عنها حتى ولو بالقليل، فإن ذلك ينفعها، وأنت تعرف حقيقة الموت، هو أمرٌ أبدي، لا خلاف حوله ولا جدال حوله أبدًا، قال تعالى: {إنك ميتٌ وإنهم ميتون} وقال: {كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا تُرجعون}.

القناعة بحقيقة الموت تتطلب أن يتدبر الإنسان ويتفكر في الموت بصورة صحيحة، وفي ذات الوقت يعيش حياته بحيوية، فعالية، بإيجابية، ويعمل لما بعد الموت.

ليس هناك ما يدعوك أن تكون خائفًا من الموت إلا الخوف الشرعي، هذا مطلوب، لكن الخوف الدنيوي هذا مرفوض.

أخِي الفاضل: أكرر لك أنك لست مريضًا، لكن لا مانع أن تتناول أحد الأدوية البسيطة لإزالة القلق، عقار (جنبريد genprid) وهو متوفر في المملكة العربية السعودية، ويسمى تجاريًا أيضًا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويعرف علميًا باسم (سلبرايد Sulipride) سيكون دواء مفيدًا جدًّا لك، تناوله بجرعة كبسولة صباحًا ومساءً لمدة عشرة أيام، ثم كبسولة واحدة صباحًا لمدة عشرة أيام أخرى، ثم توقف عن تناوله.

ممارسة الرياضة والتواصل الاجتماعي، وأن تُحسن إدارة وقتك هذا كله - إن شاء الله تعالى – يُفيدك، والصلاة في وقتها مع الجماعة باعثة للطمأنينة ولا شك في ذلك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً