الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أجهضت عدة مرات وأصبح ينزل مني الدم برائحة كريهة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا سيدة متزوجة منذ سنة ونصف، حملت بعد شهرين من الزواج؛ لأنني كنت أعاني من وجود الالتهابات والصديد بسبب الأملاح، واستمر الحمل وكان حملا مثاليا بدون أي تعب، وكانت الولادة طبيعية، ولكن تم سحب الطفل بالشفاط، وبعدها توفي.

ثم حملت بعد ستة شهور، وكان الحمل ضعيفاً ولم يستمر أكثر من أسبوعين، وحملت بعدها بشهر، واستمر الحمل شهرين ثم أجهضت، فأجريت تحليل سيولة الدم، وتحليل lupus، وكانت التحاليل سليمة، واستمر نزول الدم أسبوعين، وكنت أتناول مضاداً حيوياً 1000 جرام، لمدة عشرة أيام.

بعدها شعرت برائحة كريهة من الدم الذي نزل مني، ولم يتم عمل تنظيف ولا (كحت) لي، وأخذت دواء ميزوتاك لمدة خمسة أيام، وبعدها أخذت دواء ميسرجين.

أرجو إفادتي عن الآتي:
1- ما سبب الرائحة الكريهة في الدم؟
2- ما أسباب الإجهاض المتكرر؟
3- متى يمكن أن يحدث الحمل ويستمر؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

عوضك الله بكل خير، وجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك يوم القيامة، يوم يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب -بإذنه جل وعلا-.

إن سبب الرائحة الكريهة في الدم النازل، أو في الإفرازات بعد الإجهاض: ناتج على الأرجح عن حدوث التهاب فيها، وهذا قد يحدث خاصة إذا طال أمد نزول الدم، أو إذا انحبست قطع من المشيمة، أو الخثرات الدموية في الرحم، وتأخر نزولها.

إذا كانت الإفرازات ذات الرائحة الكريهة مستمرة إلى الآن؛ فيجب عمل عينة للزراعة، وذلك للتأكد من نوع الجراثيم المسببة، وإعطاء العلاج المناسب لها.

أما إن لم يتبين بالزراعة وجود أي التهاب، وكانت الإفرازات مستمرة برائحة سيئة؛ فيمكنك تناول حبوب تسمى (كلينداميسين) عيار 300 ملغ، حبة صباحا ومساء مدة 10 أيام، مع عمل تصوير تلفزيوني للرحم؛ للتأكد من أنه قد أصبح فارغا، ولم يتبق أي قطع مشيمية محبوسة -لا قدر الله-، وننصح بتأخير الحمل بعد الإجهاض لمدة ستة أشهر على الأقل، حتى تتجدد بطانة الرحم، ويتخلص الجسم من كل آثار الحمل السابق.

وسأفترض بأنه قد تم عمل كل التحاليل اللازمة، وأنها طبيعية، فأقول لك: إن المرجح أن يكون سبب الإجهاض هو وجود خلل في الصبغيات، حدث خلال مراحل انقسام خلايا المضغة، ومثل هذا الخلل يشكل تقريبا 60% من أسباب الإجهاض، وهو يحدث بشكل عشوائي، وقد يحدث في أي حمل، أي أنه لا يدل على وجود مشكلة عند أي من الزوجين.

ولكن ننصح بأن يتم تناول حبوب أسبرين الأطفال في الحمل القادم، وذلك فور تشخيص الحمل، فهذا سيحسن جريان الدم وتعشيش المضغة، وقد يقلل من احتمال الإجهاض -بإذن الله تعالى-.

نسأله -جل وعلا- أن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً