الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدم لخطبتي شاب لكني مترددة ولا أشعر بالراحة!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البداية أود أن أشكركم على هذا الموقع المفيد، وأتمنى من الله أن يجعل ما تقومون به في ميزان حسناتكم، وأن يوفقكم لما يحبه ويرضاه.

أنا آنسة، وبعمر 26 سنة، أقطن وحدي بعيداً عن أهلي، ما زلت أدرس، ومجال دراستي صعب جداً، ويستهلك الكثير من وقتي وطاقتي، فدوامي ينتهي بعد الخامسة مساء، بالإضافة لأيام الحراسة، وبقي لي 4 سنوات على التخصص بحول الله.

أريد استشارتكم في موضوع خاص:
كنت أتلقى عروضاً للزواج، وكنت أرفض منذ البداية، نظراً لظروف الدراسة، حيث إني لن أكون الزوجة والأم التي أريد أن أكون، ومنزلي لن يكون نظيفاً ومرتباً كما أريد.

كما أني لن أعتني بزوجي وأطفالي كما يجب، ووالدتي لا تحبذ زواجي الآن، وترى أن أنتظر عريساً غنياً وكامل الأوصاف، فكنت أرفض منذ البداية حتى إن كان المتقدم متديناً وخلوقاً، ثم سرعان ما أندم لحاجتي الشديدة للزواج.

أحس أني أتقدم في السن دون أن أحقق ما أريده، فلطالما كنت أرغب في أن يكون لي زوج ذو خلق ودين، وها أنا ذا الآن مضطرة لإتمام مساري الشاق، أولاً تحقيقاً لرغبة والدي، وثانياً لأني قطعت ثلثي الطريق في الدراسة، ولا أستطيع التوقف الآن.

حالياً تقدم لي منذ سنة شاب أكبر مني 7 سنوات، أخبرني في أول لقاء لنا بنيته في التقدم رسمياً للزواج، هو طيب ومحترم على حد قول من سألتهم عنه، والظاهر أنه يصلي والله أعلم، خجول جدا وكتوم، مستواه الاجتماعي والمادي متوسط، أخبرني أنه سأل عني واستخار الله فلم يجد إلا خيراً.

استشرت والدتي، وأخبرتني أنه يجب أن أتعرف عليه، فأصبحنا نتحدث في الهاتف بطلب مني بقصد التعارف، غير أنه لا يتصل إلا قليلاً، ويقول إنني أخذت الكثير من الوقت للتفكير، وإنه بحاجة للاستقرار.

التقيت به مرتين أو ثلاثاً في مكان عمومي، ولم أحس بالراحة، وشعرت بالندم، أناً حقاً مترددة جداً، لأن رأي أهلي يؤثر علي، وأصبحت أتصرف ضد مبادئي، وأنا لا أعرفه جيداً لأقيمه وأقرر الارتباط به والدفاع عنه أمام أهلي. صليت صلاة الاستخارة، تارة أحس بالنفور وتارة بالراحة، فأرشدوني.

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال.

نحن لا ننصح بالإكمال مع وجود عدم الارتياح وسيطرة التردد، وعندما تقررين الانسحاب؛ فلا بد من حسن الاعتذار، ولا نؤيد فكرة تأخير الزواج لأجل الدراسة، فالزواج عون على النجاح، والزوج سيتفهم ظروف زوجته ودراستها، لأن نجاحها نجاح للعائلة، بل إن الدراسة والنجاح فيها تكتسب طعماً جديداً ورائعاً بعد الزواج.

قد أسعدتنا رغبتك في بناء أسرة تؤدين فيها الواجبات، وتقومين فيها أحسن قيام، وهذه الرغبة الرائعة لا تتعارض مع الزواج أثناء الدراسة، بشرط أن يكون الزوج بمواصفات شرعية عالية ومتفهماً وموافقاً على خريطة طريق العائلة.

أرجو أن نسجل تحفظنا على طريقة التعارف، ونتمنى عدم التوسع في مثل هذه الأمور، فاللقاء في مكان عمومي لا بأس به، بشرط وجود محرم أو الوالدة معك، كما أن تكرر اللقاء قد يجلب بعض الإشكالات، عدا عن أن وجود المحرم يقصر الطريق، فالرجال أعرف بالرجال، وترتفع قيمة الفتاة عندما تصر على حضور محارمها وتنال رضوان الله، بالإضافة إلى ثقة محارمها فيها، ونسأل الله أن يزيدكم حرصاً وإصراراً على صيانة الأعراض.

لقد أسعدنا تواصلكم مع موقعكم، ونفرح بالاستمرار، ونأمل في أن لا تفوتي الفرص المناسبة، وأن تحققي النجاح الشامل بالتوفيق بين الواجبات داخل البيت وبين متطلبات الدراسة أو نحوها في الخارج، وكل ذلك ممكن بالاستعانة بالله، ثم ببذل الأسباب، والتي منها تنظيم الوقت.

هذه وصيتنا لكم بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً