الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شدة الاستغراب والقلق من كل ما يدور حول الإنسان

السؤال

السلام عليكم.
مشكلتي أنني شديد الاستغراب من كل ما يدور حولي، ولا أدري لماذا !! وأنا على هذه الحال منذ 3 سنوات، كما أنني ألفت الانتباه كثيراً إلى نفسي، حيث أنني شديد الوعي بذاتي، كما أن من أكثر الأمور تعقيداً بالنسبة لي هو أنني عندما أكون في اجتماع ما أو في أي مكان فيه جماعة لا أعرف إلى أين ينبغي لي أن أنظر، كما أنني ضعيف التركيز، فعندما يتحدث إلي شخص لا أركز على الكلام، وإنما أركز على شكل الشخص أو كيف يبدو شكلي، وهذا غالباً ما يحدث، مما يسبب لي الإحراج، وهذا جعلني عاطلاً عن العمل حتى الآن .

نقطة أخرى، وهي أني أقلق حول ما ينبغي علي قوله كثيراً، وهذا شكّل لدي حساسية وتوتر في فمي، فعندما ينظر إلي شخص مثلاً أو يتكلم معي أضغط على فمي بشكل زائد، مما يجعل الناس تتحاشى الكلام معي، وتعتقد أنني لا أريد أن أتحدث معهم، كما أن ردود أفعالي فيها شيء من المبالغة، حيث أنني أنظر بشكل مبالغ وكأني أراقب ولا أدري لماذا أو كيف علي أن أنظر! ومثلاً عندما أكون في الشارع فإني ألاحظ كل شيء يدور في الشارع، وأظن أن أي أحد في الشارع ينظر إلي أو يريد أن يكلمني أو ما شابه ذلك، وأعتقد أن ذلك يعود إلى أني مشتت الذهن، حيث يكون تركيزي على أكثر من نقطة، مما يجعلني مرتبكاً دائماً ومتردداً في كل شيء، خصوصاً مقابلات العمل أو زيارة أحد، مع العلم بأن عمري 23، ومنذ 3 سنوات كنت إنساناً مختلفاً تماماً .

فما سبب هذا التحول؟ وما علاجه الدوائي أو الغذائي؟ وهل هناك تمارين مساعدة؟

أرجو أن تفصلوا لي حالتي، مع طرق العلاج، حتى أرجع إليها كلما دعت الضرورة.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العظيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه حالة نادرة من حالات القلق النفسي، تسمى بـ (Depersonalization)، أي بمعنى أن الإنسان يرى غرابة في ذاته وفيما حوله، وعدم الشعور بالألفة، وسوء التركيز كما ذكرت، كما أنك تعاني من شيء من المخاوف الرهابية الاجتماعية، وربما تكون شخصيتك أيضاً تحمل بعض سمات الحساسية، وقد وصفت ذلك بأنك تنتابك بعض الشكوك إذا رأيت بعض الناس حولك يتحدثون في موضوع ما .

نعم، يوجد علاج لمثل هذه الحالات، وأهم هذا العلاج هو القيام بتمارين الاسترخاء، وهذه التمارين تتمثل في الاستلقاء في مكانٍ مريح بقصد العلاج، وغمض العينين، والتأمل في شيء جميل، أو الاستماع إلى شيء من القرآن الكريم بصوتٍ منخفض، ثم التأمل في عضلات الجسم واسترخائها، وتبدأ بعضلات القدمين، ثم الساقين، وهكذا ...حتى عضلات الرقبة، ثم تقوم بأخذ نفس عميق وببطء، ويا حبذا لو تكون المدة ستين ثانية، ثم تمسك على نفسك لمدة 15 ثانية، ثم تقوم بالزفير بنفس طريقة الشهيق، وتكرر ذلك عدة مرات .

أرجو أن تتحصل على إحدى الكتيبات أو الأشرطة، والتي تصف كيفية القيام بتمارين الاسترخاء بصورة علمية ودقيقة، علماً بأن هذه الكتيبات والأشرطة متوفرة بكثرة في المكتبات .

لا يوجد نوع معين من الطعام ننصح بتجنبه، إلا أنه قد ذكر أن القهوة والأجبان والشكولاتا ربما تزيد من هذه الحالات .

الرياضة أياً كان نوعها تعتبر مفيدة جداً، ومحسنة للتركيز، وممتصة للطاقات الشاردة .

لا شك أن للدواء دوراً فعالاً جداً في حالتك، ومن أفضل الأدوية الدواء الذي يعرف باسم زيروكسات، وتتناوله بمعدل نصف حبة ليلاً بعد الأكل، ثم ترفعها إلى حبة كاملة بعد أسبوعين، وتستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضها إلى نصف حبة لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوم بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ويمكن أن تدعم هذا الدواء بدواءٍ آخر يعرف باسم ( بوسبار) وجرعة البداية هي 5 مليجرامات صباحاً ومساء، ترفع بعد أسبوع إلى 10 مليجرامات صباحاً ومساء، وتكون مدة العلاج أربعة أشهر، ولا بأس من إيقاف هذا الدواء بدون تدرج .

إذا اشتدت عليك الحالة -لا قدر الله- هنالك دوائي إسعافي يعرف باسم (زاناكس) يمكن أن تتناوله بجرعة نصف مليجرام عند اللزوم، ولكن لا أريدك أن تكثر من هذا الدواء رغم فعاليته وسلامته؛ لأنه قد يؤدي إلى نوعٍ من التعود والإدمان إذا أفرط الإنسان في تناوله .

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر علي

    موضوع مفيد






  • العراق عباس الخفاجي الخفاجي

    احسنتم بارك الله بيكم موضع مفيد جدن لنا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً