الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من أعراض وهلع وخوف..وفحوصاتي سليمة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

شكرا على هذه الخدمة، وجعلها الله في ميزان حسناتكم.

أنا رجل متزوج، عمري 31 سنة، ولدي طفلان، وأعمل رساما، ومشكلتي أنني دائم الشكوى من أمراض مختلفة، وكلما ذهبت لطبيب وأجريت فحوصات؛ تثبت أنني -الحمد لله- بصحة جيدة ما عدا وجود ارتجاع بسيط في الصمام الميترالي، ولكني بعد فترة وجيزة تظهر لدي أعراض أخرى؛ أحيانا "سيبان" في الجسم مع إسهال متكرر، وأحيانا دوخة، وأحيانا نبضات قلب مفاجئة، وتم تشخيصي أن لدي قولونا عصبيا.

مشكلتي أنني دائم التركيز مع أي تغير يطرأ على جسمي مثل الدوخة أو صداع قليل، أو ألم في القلب، وأقوم بتضخيم الموضوع، وأشعر أن تلك نهايتي، حتى النوم أخاف أن أنام ويرتفع ضغطي –مثلا- وأنا نائم، كما أصبحت أخاف من تلك النوبات نفسها، ودائم الخوف على أطفالي أن يحدث لي مكروه وأتركهم، وتأتيني تلك النوبات على فترات، وأحيانا متباعدة خلال شهور، وأحيانا يوميا.

الجديد أن أخي الصغير حدث له نزيف في المخ بسبب وحمة دماغية، وحالته صعبة جدا، ومن بعدما رأيت حالته الصعبة، وكذلك الحالات التي رأيتها في المستشفى من حوادث، وإصابات، ومرضى، بحكم تواجدي بجانبه في المستشفى عدة أيام؛ أصبحت حالتي أسوأ، وخوفي ازداد من أن يحدث لي أي شيء مفاجئ كما حدث له، وأصبح ضغطي دائما مرتفعا (150 /100) ومرة كان (180 على 110)

راجعت طبيب قلب، ووصف لي دواء للضغط، ودواء اسمه (زولام Zolam) ولكني بعدما عرفت أنه يسبب الإدمان لم أتناوله؛ حتى لا تسوء حالتي بعد الإقلاع عنه.

أنا حاليا في حالة هلع دائم، ولكني أحاول السيطرة على نفسي ولا أستطيع، وأصبحت أخاف من الخروج، وأصبحت لا أستطيع العمل.

ملحوظة أخيرة: كنت معتادا أن أتناول ربع حبة (أنافرانيل Anafranil 25) عند اللزوم فقط؛ لتأخير القذف، فهل لها علاقة بأي مما سبق؟

أرجو الرد سريعا، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت إنسان قلق ومتوتر، يظهر قلقك وتوترك في هذه الشكاوى البدنية المتكررة، إذ هي تعبير عمَّا يدور في داخلك من قلق وتوتر، وهي رسائل أو إشارات رمزية لقلقك وتوترك، وقطعًا ازداد هذا القلق والتوتر عندما أصيب أخوك بالمرض في المخ -شفاه الله تعالى- فزادتْ عندك درجة التوتر والقلق والخوف، وكما ذكرتَ الآن -تقريبًا- أصبحتَ أسير المنزل، وتركت العمل.

ليس عندك أي مرض عضوي، وظاهر هذا من الشكاوى التي وردتْ برسالتك، ومن تاريخك المرضي، وتمَّ تأكيده بالفحوصات التي أُجريتْ لك.

الـ(أنافرانيل Anafranil) بجرعة ربع حبة ليس له علاقة إطلاقًا بما حدث لك، وكما ذكرت فإنك كنت تستعمله لمشكلة القذف المبكر.

سأصف لك علاجًا -إن شاء الله تعالى- يساعدك في القلق والتوتر والمشاكل البدنية وسرعة القذف أيضًا، فلتترك الأنافرانيل، ولتستعمل دواء يعرف تجاريًا باسم (زولفت Zoloft) أو يعرف تجاريًا أيضًا باسم (لوسترال Lustral) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) يأتي في شكل حبوب أو أقراص، خمسين مليجرامًا، ابدأ بخمسة وعشرين مليجرام (نصف حبة) لمدة عشرة أيام، يستحسن أن يتم تناوله بعد الأكل، ثم بعد ذلك تتناول حبة كاملة، وعادةً يبدأ في المفعول بعد أسبوعين، وإن شاء الله تعالى يساعدك من ناحية القلق والتوتر وعدم الرغبة في الخروج، وفي خلال شهرين ستزول كل ومعظم هذه الأعراض.

بعد ذلك أريد منك أن تستمر في تناول الزولفت لفترة لا تقل عن ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر، وسوف يفيدك أيضًا في موضوع سرعة القذف.

وبعد ذلك أريد منك أيضًا أن تقوم بفحص ضغط الدم بانتظام، فإذا كان ضغط الدم ناتجا من التوتر والقلق فإنه -إن شاء الله تعالى- بعد هذا العلاج سوف يرجع إلى وضعه الطبيعي، أما إذا كانت هناك مؤشرات لضغط الدم؛ فإنه سوف يكون واضحًا، أي أن القراءة لا تنزل أو لا تنخفض، وهنا يمكن للطبيب أن يصف لك دواء لضغط الدم.

ولا تنس -يا أخِي- أن تحاول الاسترخاء بالطرق الأخرى غير الدوائية مثل الرياضة، رياضة المشي البسيط، يوميًا، أو التمارين الرياضية داخل البيت، والمحافظة على الصلاة، وقراءة القرآن، والذكر..، كلها تؤدي إلى الطمأنينة والسكينة والراحة النفسية.

وفَّقك الله، وسدَّدك خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً