الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من دوخة خفيفة وقلق يسير وجاءتني نوبة هلع

السؤال

السلام عليكم.

أنا بعمر 35 سنة، منذ سنتين وفي مثل هذه الأيام جاءتني نوبة هلع، ثم عملت جميع الفحوصات والحمد لله، لا يوجد أي شيء، وعرفت أسباب الهلع من ضغوط نفسية متفرقة، ولله الحمد، وبعد الذهاب لجميع الأطباء دكتور مخ وأعصاب ونفسي كتب لي سيركوسات، وبالتدريج وصلت لجرعة 25 يوماً بعد يوم.

أثناء السنتين بعض الآثار الجانبية ملازمة لي، ومنذ شهرين وإلى اليوم وأنا أشعر بدوخة خفيفة، والأصعب أني أحس أن عندي هبوطاً كل يوم، وبعض القلق الخفيف، والحمد لله.

أتمنى أن أعرف متي أتوقف عن العلاج، وأخاف التعب، وهل يكون هناك شعور بيبوسة المفاصل؟ وهل هذا المرض مزمن؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نوبة الهلع جزء من اضطرابات القلق، وعند حدوث النوبة تحدث أعراض كثيرة من أعراض القلق النفسي، مثل زيادة ضرابات القلب، وآلام المفاصل المختلفة، والآلام الجسدية المختلفة، ولكن أهم من ذلك الخوف الشديد بأن هناك شيئًا فظيعًا سيحصل للشخص، إمَّا أنه سيموت، أو قلبه سيتوقف، أو سيُغمى عليه.

تستمر هذه النوبة لدقائق معدودة قد تمتدُّ إلى ساعات، وبعدها يرجع الشخص طبيعيًا، ثم لا تلبث أن تتكرر هذه النوبات، ولكن بين النوبة والأخرى تكون هناك أعراض من القلق موجودة عند الشخص، وتكون هناك مخاوف وفوبيا من حدوث هذه النوبة مرة أخرى، وحمل همٍّ شديدٍ من حدوثها، خاصة حدوثها في أماكن لا يستطيع الشخص أن يصل إلى العناية أو الرعاية المطلوبة، هذا من جانب نوبات الهلع.

نوبات الهلع علاجها إمَّا أن يكون علاجًا دوائيًا وإمَّا أن يكون علاجًا نفسيًا، والدواء يتمثل في مجموعة الـ (SSRIS)، والباروكستين/الزيروكسات من أحسن هذه الأدوية وأميزها التي تعمل على علاج نوبات الهلع، إلا أن من آثارها الجانبية أنه عند التوقف منها تحدث أعراض انسحابية، خاصة إذا استمر فيها الشخص لفترة طويلة، أي أكثر من ستة أشهر، وطبعًا أنت استمررت فيها لمدة شهرين، ولذلك ينبغي التوقف عنها بتدرُّج، والتدرُّج يكون عادةً بخفض ما بين 10% - 25% من الجرعة في كل مرة، كلما كانت فترة الاستعمال فترة طويلة كلما ينبغي أن يكون هناك حذر في التخفيض، والتخفيض يكون كل أسبوع أو عشرة أيام أو كل أسبوعين حتى تتوقف تمامًا.

أهم شيء في العلاج أن يكون مصاحبًا للعلاج الدوائي علاجًا نفسيًا، علاج نفسي إمَّا بالاسترخاء النفسي، أو علاج سلوكي معرفي.

نعم نوبات الهلع والاضطرابات النفسية قد تستمر لفترة طويلة من الوقت، ومشكلة المفاصل والآلام الأخرى كلها أعراض للقلق، وإذا تمّ تناول العلاج الدوائي مع العلاج النفسي بإذن الله يمكن التخلص من معظم هذه الأعراض، وعند توقف العلاج يُساعد العلاج النفسي في عدم حدوث أو رجوع الأعراض مرة أخرى.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً