الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يفعله الزوج إذا رأى في زوجته انحرافاً في سلوكها

السؤال

السلام عليكم.

أنقل إليكم مشكلة صديق لي بحسب ما رويت لي، وهي كالتالي:
أشك في خيانة زوجتي، فهي سجلت رقم تلفون زميلها رغماً عني، ونقل لي بعضهم أنها تمزح معه بشكل ملفت للنظر، حتى إنهما جالسان معاً يتحدثان لوقت طويل جداً، وهي لم تنكر ذلك.

وبالرغم من أني واجهتها وحاولت منعها إلا أنني كنت أركب المواصلات فوجدتها واقفة تتحدث معه في الشارع أمام مركز العمل، وعندما واجهتها أنكرت ذلك وكذبت رغم أني قلت لها لقد رأيتك بعيني، هذا ملخص الأحداث وليس التفصيل، أرجو الرد بسرعة لأني على وشك أن أنفصل عنها، ويوجد بيننا طفل عمره 4 سنوات.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ T حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!

فإن من واجب المسلم أن يتثبت من كل خبر ينقل إليه، ويتجنب الظلم لأنه ظلمات يوم القيامة ولا يبني أحكامه على الشكوك والظنون والقيل والقال، وإذا ثبت لك وقوع هذه الزوجة في مخالفات، واعترفت بتلك الأخطاء فعند ذلك يمكنك أن تتخذ ما تراه مناسباً بعد أن تـتأكد من إصرارها على الخطأ، وأرجو عدم هتك الأسرار؛ لأن الشر سوف يتعدى هذه المرأة ويؤذي أهلها ولن تسلم أنت أيضاً من الأذى فهي صاحبة فراشك وشريكة حياتك.

والحياة الزوجية إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان والتسريح بإحسان هو الفراق الذي لا تعقبه مشاكل أو هتك للأستار.

وإذا كان بينكما طفل فلا تستعجل في الطلاق وهو حل تملكه في كل وقت واطلب منها ترك العمل والابتعاد عن ذلك الرجل، وذكرها بالله وخوفها من عواقب الخيانة والخروج عن طاعة الله ورسوله ومخالفة أوامر زوجها وحاول أن تطبق معها ما أمرك به الله: (( فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ))[النساء:34] يعني لا يجوز فتح الملفات القديمة وإشعال نيران المشاكل من جديد، واعلم أن الله توعد الظالمين لزوجاتهم فقال في ختام هذه الآية: (( إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ))[النساء:34].

وأنت تشكر على حرصك وغيرتك، وعليك بالاهتمام بها والاستماع لكلامها والقيام بحقوقها، فإن المرأة تحب من يستمع إليها ويشبع عواطفها بالاهتمام والملاطفة وإحسان المعاشرة، واعلم أن لأهلك عليك حقاً.

وإنكارها للاتهام فيه دليل على حرصها على الخير واعترافها بقبح ذلك العمل الذي أنكرته، وتذكر الجوانب الإيجابية فيها، واسأل نفسك هل بالإمكان إصلاح ذلك الاعوجاج؟ وهل لتلك الممارسات أسباب؟ وإذا عرف الإنسان السبب بطل عنده العجب.

والله ولي التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

لا يوجد صوتيات مرتبطة

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً