الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من فقدان تركيزي بما حولي دون أن أفقد الوعي، فما المشكلة؟ وما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 26 سنة، مقيم في ألمانيا منذ ثلاث سنوات، أصابتني حالة منذ أربعة أشهر -وما زالت مستمرة- وبسبب كوني غريبا في هذا البلد فالتواصل مع الأطباء أمر لا يتم إنجازه كما يجب!

بدأت الحالة عندما أصبحت أفقد تركيزي من حولي دون أن أفقد الوعي، بحيث أنني وأثناء المشي تصيبني حالة عدم تركيز ورؤية غير ثابتة، أبذل حينها جهدا للتركيز على ما حولي وإكمال طريقي.

في البداية لم أعرْ أهمية للأمر لأنه يحدث مرة واحدة يوميا، ومن ثم يتلاشى عند وصولي للمنزل، وبعد أسبوعين أصبحت الحالة مزعجة وسيئة جدا، وأصبحت فجأة عندما يكون أحد أمامي يتكلم ويتحرك كثيرا لا أستطيع التركيز جيدا فيه، وتزعجني حركته الكثيرة.

ذهبت للطبيب فأجرى لي فحص دم وقال لي: إنني بحاجة لبعض ممارسة الرياضة لا أكثر، وبعد أسبوع واحد أصبحت أمشي في الطريق وأنا في حالة عدم توازن دائم، بحيث أنني لا أمشي بشكل مستقيم وأميل يمينا ويسارا دون أن أقصد أو أشعر، ولا أستطيع التركيز، وباتت المشكلة تؤثر على كامل حياتي اليومية وفي أبسط نشاطاتي.

عندما أكون في المنزل تكون الحالة أخف بقليل، بحيث أنني لا أتحرك كثيرا، ولكن أيضا حالة تركيز غير جيدة، وعندما أستلقي لأنام بالتحديد أعجز عن النوم لإحساسي بحالة دوار تمنعني من النوم لساعات قد يفيد فيها نومي على بطني، استمر ذلك لأسبوعين ومن ثم بدأت الأمور تصبح أفضل عن ذي قبل بدون أي أدوية، ولكن لم أشفَ بشكل تام.

حاليا وبعد ثلاثة أشهر ما زالت الحالة تعود يوميا، ولكن في تواقيت غير مستمرة بكامل اليوم، كما كان من قبل، وتكون أقوى ومتوقعة الحدوث أكثر في حال لم أنم جيدا، وفي حالة المشي في الطريق دائمة الحدوث.

أصبحت الآن متعبا ومرهقا جدا، ولا يكفيني أقل من 12 ساعة نوم كي أكون أكثر تركيزا، ووجودي في أماكن مفتوحة وواسعة وفيها الكثير من الحركة عامل مهم يزيد في فقدان تركيزي فجأة.

خلال هذه الفترة أجريت الفحوصات الآتية:
- فحص دم، ولكن لم يظهر خلل في الفحص.
- فحص عند دكتور أذن أنف حنجرة وكان إيجابيا ولا وجود لالتهابات.
- تخطيط قلب وتخطيط دماغ، وكان كلاهما لا يظهر مشاكل.
- فحص غدة درقية أظهرت تضخما بالغدة سوي، أي لا وجود لخلل بالهرمون الخاص بالغدة الدرقية، وإنما فقط تضخم، وتم إعطائي دواء "Thyroxin" أوصاني الطبيب بأخذه لمدة ستة أشهر.
- نقص حاد بفيتامين د.

فهل تضخم الغدة الدرقية أو نقص فيتامين د، قد يؤديان إلى تلك المشاكل ذات التوقيت الطويل؟

أرجو تقييم الحالة وتقديم نصيحة إذا كان هنالك ما يمكن أيضا القيام به، فقد بات للحالة تأثير حتى على واقع حياتي النفسي، بسبب وجودي في بلاد غير راض فيها عما يفعلوه لأجلي! فألمانيا تعاني من نقص أطباء تجعل تأمين أي موعد لدى أي طبيب يستغرق شهرا كاملا.

أشكركم مقدما.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هناك فرق بين حالة عدم التركيز الناشئ من الإجهاد البدني والذهني وبين حالة الدوار الناتجة عن حركة مضطربة للسوائل الموجودة في جهاز الاتزان في الأذن الداخلية، وهذا الاضطراب في حركة تلك السوائل يؤدي إلى حالة من الدوار، إماأان تدور الأشياء من حولك أو أن تشعر بدوران رأسك خصوصا عند الإلتفات والتقلب في الفراش أثناء النوم.

وكون أن الطبيب وصف لك حبوب Thyroxin فهذا يعني أن لديك ارتفاعا في الهرمون المحفز للغدة الدرقية TSH فوق 5، وأن لديك كسلا في وظائفها ولم تعد الغدة قادرة على إفراز المزيد من الهرمونات T3 & T4، ولذلك وصف لك الطبيب الهرمون البديل Thyroxin على أن تبدأ الجرعات بتناول قرص 50 ميكروجرام لمدة ثلاث أشهر، ثم تقوم بإعادة فحص الهرمون المحفز مرة أخرى لضبط الجرعات لكي يصبح الهرمون المحفز TSH بين 1 إلى 4.

ولعلاج النقص الشديد في فيتامين (د) يمكنك أخذ حقنة فيتامين (د) جرعة 600000 وحدة دولية كل 4 أشهر أو تناول كبسولات فيتامين د اليومية جرعة 1000 وحدة دولية أو الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية بصفة مستمرة، ولا مانع من أخذ حقن مغذية للأعصاب مثل: neurobion يوما بعد يوم عدد 6 حقن، ولا مانع من تكرارها مرة أخرى.

ومن المؤكد أن النقص الشديد في فيتامين د، وكسل وظائف الغدة الدرقية يؤديان إلى حالة من الخمول، وعدم التركيز، والإمساك، وآلام المفاصل والعظام خصوصا إذا كنت تعاني من فقر الدم وكانت التغذية غير صحية.

لعلاج الدوار وضبط الاتزان يمكنك تناول حبوب betaserc 16 mg ثلاث مرات في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، مع تناول حبوب Stugeron 25 قرص ثلاث مرات يوميا لمدة أسبوعين، ويمكنك تناول مجموعة من الفيتامينات مثل رويال جلي واوميجا 3، ثم الكتابة لنا مرة أخرى.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

لا يوجد صوتيات مرتبطة

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً