الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأسباب المساعدة على ترك التدخين

السؤال

أنا فتاة متزوجة، أعاني من إدمان التدخين، حاولت التخلص منه ولكني فشلت عدة مرات، وما زلت أحاول وزوجي يرفض التدخين.
أنا أدعو الله أن يغفر لي ويساعدني على التخلص منه، وأن يتوب علي.
أرجو منكم مساعدتي روحياً وعملياً، وهل أن الله راضٍ عني؟ مع العلم بأني أبذل جهداً كبيراً لمقاومة الحرام، وهو جهاد النفس والجسد.
بارك لله فيكم.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة/ علياء حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله العظيم أن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وأن يبعدك عن غضبه، وأن يصلح لنا ولكم النية والذرية، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.

إن المسلمة التي تترك الطعام والشراب في رمضان طاعة لله تستطيع أن تترك الدخان الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، وليس الفشل هو النهاية؛ لكن الناجحين يجعلون من المحاولات الفاشلة لبنات في صرح النجاح، ومما يعينك على ترك الدخان ما يلي:
1) معرفة حكم الشريعة في شرب الدخان، فإن ديننا العظيم جاء ليحافظ على الدين والنفس والعقل والنسل والمال، والدخان يؤثر على هذه الكليات، وفيه ضرر وضرار، وهو من الخبائث باتفاق العقلاء حتى من المدخنين، وفيه هلاك للنفس، وقد اجتمع قبل سنوات خمسون طبيباً أمريكياً وطالبوا بمطاردة السجائر والمدخنين مثل ما يفعل بأهل المخدرات، لكن أصحاب التجارات والشركات لم يتركوا فرصة لتطبيق تلك الدراسة التي أثبتوا فيها أن السجائر لا تقل في ضررها عن المخدرات.

للدخان تأثير سلبي على الزوج والأولاد والأهل، ولا يخفى عليك أن آلاف البشر يموتون سنوياً والسبب هو الدخان، والله تبارك وتعالى يقول: (وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا))[النساء:29] ويقول: ((وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ))[البقرة:195].
2) معرفة المواد المكوِّنة للسجائر، والتي تحتوي على بعض المبيدات الحشرية والمواد السامة وخاصة السجائر المصدرة إلى البلاد الإسلامية، وقبل سنوات قامت دولة غربية بمكافئة شركة لأنها صدرت إلى بلد عربي مسلم نوعاً من السجائر نسبة السموم فيه تزيد عن الحد المقبول عندهم عشرين ضعفاً، ولا عجب فنحن أمة تحارب في طعامها وشرابها ودوائها، قال تعالى: (وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ) [آل عمران:118].

3) لابد أن تدركي أن إدمانك للدخان يؤذي الزوج والأولاد، وقد يتسبب في نفور الزوج، ويعتبر أهل البيت من زوج وأطفال مدخنين سلبيين يتضررون أكثر منك، وسوف تكون احتمالات إدمان الأبناء وانحرافهم مستقبلاً كبيرة جدّاً.

ونوصيك بكثرة اللجوء إلى الله وشغل هذا الفم بذكر الله وتلاوة كتابه، وإذا تذكرت الدخان فعليك باستخدام الحلوى أو المسارعة إلى السواك، وتجنبي الوحدة فإن الشيطان مع الواحد، وتدرجي في ترك الدخان بتقليل الكمية لأقصى حد ممكن مع ضرورة استشارة طبيبة موثوقة في دينها ونصحها، وتذكري أن المؤمنة معها إرادة قوية، وإيمان بالله يحجزها عن الحرام، ورغبة في ما عند الله تدفعها إلى المسارعة في طاعته والحرص على مرضاته، وسوف تؤجرين إن شاء الله على كل محاولة صادقة، وجهود مخلصة؛ في التخلص من الدخان والبعد عن كل ما يغضب الرحمن.

تذكري أن في استمرارك على شرب الدخان مخالفة للزوج الذي جعل الله طاعته من طاعته سبحانه، واحمدي الله الذي هيأ لك زوجاً يدعوك إلى ترك المعصية، ولا شك أن سؤالك واهتمامك يدل على جوانب الخير في نفسك فانتصري لعناصر الخير والطاعة، وتذكري أننا أمرنا بعداوة الشيطان ومخالفة الهوى والنفس والبعد عن العصيان.

وأرجو أن تكون الجهود شاملة والمحاولات صادقة وليكن الدليل على ذلك هو هجرانك لرفيقات المعصية وهروبك من بيئتها، وصدقك في كراهيتها.

ونسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك ويبلغك منازل رضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

لا توجد استشارات مرتبطة
لا يوجد صوتيات مرتبطة

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة