الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف هذا الذكاء عند علماء الغرب ولا يعرفون الله؟!!

السؤال

السلام عليكم

هناك سؤال يحيرني جداً وهو: عندما أنظر إلى بعض علماء الغرب في الفيزياء والرياضيات مثلاً، أجد أحدهم متفوقاً جداً، ولهم إسهامات في المجالات العلمية، وعند النظر إلى دينهم أو عقيدتهم ليس الإسلام؛ بل عقائد ضالة، فكيف كل هذا الذكاء ولا يعرف الله؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فمرحبًا بك -ابننا وأخانا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك هذا السؤال، ونسأل الله أن يهدينا ويهديهم لأحسن الأخلاق والأقوال والعقائد والأعمال، وأن يُصلح الأحوال ويُحقق لنا جميعًا في طاعته الآمال.

لا شك أن الهداية من الله، وربنا الكريم وهب الإنسان قدرةً واستعداداً لقبول الخير، ثم أرسل الرسل مبشرين ومنذرين؛ لأن الإنسان بعقله لا يستطيع أن يصل إلى الهداية إلَّا بمساعدة من الوحي، وعقل الإنسان قاصر، وهو لا يعرف ما يحصل له بعد دقيقة، ولا يُدرك ما ينتظره خلف الجدار، والهداية هدايتان: هداية دلالة، وهذه للأنبياء، والمعلمين، والدعاة، وهي الواردة في قوله تعالى: {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم}، والهداية الثانية: هداية التوفيق، وهذه بيد الله وحده القائل لرسوله: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء}.

وقد أرسل الله الرسل وأنزل الكتب، وبيَّن للناس معالم الطريق، وهو القائل: {وما كنّا معذبين حتى نبعث رسولاً}، فمن الناس من استمع ورغب فتابع وفاز، قال تعالى: {والذين اهتدوا زادهم هدىً}، ومنهم من تنكّب الطريق وعاند وزاغ، قال تعالى: {فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم}.

والعلم الحق يدعو إلى الإيمان، ومن العلم ما يكون سببًا للضلالة والجهالة، وأسوأ الضلال ما كان عن علم، قال تعالى: {وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله}.

وقد قال الله عن الذين يعلمون ظاهرًا من الحياة الدنيا -معلومات دنيوية-: {يعلمون ظاهرًا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون}، حتى الدنيا لا يعلمون إلَّا ما ظهر منها، وإلَّا لو أنهم علموا خصائصها وأنها زائلة، وأن لها خالقاً سخرها و..و... لآمنوا وأنابوا.

ومن هنا يتضح لنا أن العلم الحقيقي هو ما جلب الخشوع، وغرس السكينة، وزكى معاني الإيمان والخشية بالله القائل: {إنما يخشى الله من عباده العلماء}.

ويؤسفا أن نقول إن هناك من يؤله العلم، وينظر إلى الإنجازات الكبيرة، وينسى خالق العقول وواهب التوفيق الذي سخر لنا ما في السماوات وما في الأرض جميعًا منه، والعلم النافع نفعًا شاملاً هو ما أوصلنا إلى تقديس العليم القائل: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق}.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بالدعاء لأنفسنا ولكل أهل الأرض، ونسأل الله لهم الهداية.

بارك الله فيك، ووفقك وسددك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات