الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أكون منطلقا في الكلام بدون خوف أو تردد؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أرجو إفادتي، فأنا لا أجمع كلامي، ويكون عندي تردد، وغير واثق من نفسي، حيث أنني عندما أتكلم بشدة وعصبية - وغير عصبية أيضاً - يذهب عني الكلام ولا أجمع كلامي، بل كثيراً ما يحدث أني لا أقدر على إيصال مفهومي أو كلامي، وينقطع حديثي بتأتأة وكلام غير مفهوم وكلام لا معنى له.

هذه الحالة جعلتني لا أتكلم، أفضل الصمت عن الكلام إذا كنت في وسط ناس وأريد أن أشاركهم في الكلام، وجعلتني منعزلاً عن الناس؛ لأني تجنبت الجلوس معهم وأشعر بالوحدة، وإذا تحدثت إلى الناس أشعر بالخجل من نظراتهم، حيث أني أعمل إماماً، ومن المفترض أن أحدثهم لكني أتجنب حديثهم لكي لا يظهر عجزي عن الكلام، هل من علاج لهذه الأعراض أعراض التأتأة في الكلام واضطراب الكلام وكأني لا يوجد شيء في ذهني وفكري يتجمد تماماً، وإذا تحدث الناس أتسمع لهم فقط، لا أشاركهم أبداً في الكلام.

جزاكم الله خيراً ساعدوني لأني تعبان نفسياً، وأقول: لماذا كثير من الناس يتحدثون بطلاقة إلا أنا؟ أخاف الحديث أخاف الكلام، أخاف إذا أسند لي الكلام، وأعتذر، أيضاً أشعر عندما أجتهد في قراءة كتاب أو دراسة شيء واكتساب علم يكون عندي جهد ثم أفتر من حين أفتح ثاني صفحة أو في أثناء الصفحة الأولى، ثم أترك الكتاب وأقوم عنه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت تُعاني من قلقٍ وتوتر نفسي، مع بعض سمات الخوف الاجتماعي، مما جعل ثقتك بنفسك تهتز، وينقطع حبل التفكير لديك، وتحدث لك التاتأة في الكلام.

هذه الحالة تعالج نفسياً وعن طريق الأدوية.

فأما العلاج النفسي، فيتكون من: عدم مراقبة الذات بشدة حين التحدث للآخرين، وأن تتعامل مع الأمور بعفوية، كما أنه من الواجب أن تحضّر بعض المواضيع التي تريد التحدث فيها بصورةٍ جيدة، وتقوم بتكرار أدائها مع نفسك بصوت مرتفع، وسيكون من الأفضل أن تقوم باستعمال آلة التسجيل؛ وذلك لإعادة الاستماع لما قمت بتسجيله. هذه الطريقة إذا التزمت بها وكررتها سوف تزداد ثقتك بنفسك، وتكتشف أن أدائك أفضل مما تتصور.

الشيء الآخر هو أن تقوم بالاستلقاء مرتين في اليوم في مكان هادئ، وتغمض عينيك، وتفتح فمك قليلاً، ثم تأخذ نفس (شهيق) ببطء يعقبه زفير بنفس الصورة. هذا التمرين يكرر خمس مرات في كل جلسة، وبعد الانتهاء منه تبدأ في استرخاء عضلاتك مجموعةً مجموعة، وذلك عن طريق التركيز والتأمل، وتبدأ بعضلات القدمين ثم الساقين ...وهكذا حتى عضلات الرقبة.

أما العلاج الدوائي، فالدواء الأفضل يُعرف باسم زيروكسات، أرجو أن تبدأ في تناوله بمعدل نصف حبة (10) مليجرام بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة بمعدل نصف حبة أيضاً كل أسبوعين، حتى تصل إلى حبتين في اليوم، وتستمر على هذه الجرعة لمدة أربعة أشهر، ثم تبدأ في تخفيضها بواقع نصف حبة كل شهر، حتى تصل إلى نهاية العلاج. هذا الدواء من الأدوية السليمة والجيدة جداً لعلاج القلق والتوتر والمخاوف الاجتماعية، كما أنه يُساعد في تحسين التركيز، ومن ثم الطلاقة في الكلام.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

لا يوجد صوتيات مرتبطة

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً