الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العصبية الزائدة خاصة مع الزوج .. أضرارها وعلاجها

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من العصبية والعدوانية الزائدة تجاه زوجي، ولا أعرف الحل، أنا أحبه جداً ولكني أعامله بندية شديدة وعناد، مع أني لم أكن كذلك، لم تعد عندي قدرة على احتمال أي خطأ منه، وهذه العصبية أثرت علي في معاملتي له، حتى مع أختي التي أحبها جداً، حتى في الشارع أنتظر أن يضايقني أحد ولو بكلمة حتى أنهال عليه بوابل من الكلام السخيف.

أمشي في الشارع عند خروجي وأظل أتأفأف ممن حولي ولا أستطيع التمتع بالخروج، أنا لم أكن كذلك، زوجي يقول لي أني فقدت حنيتي عليه ورقتي، وأنا لم أتزوج بعد، أنا كاتبة الكتاب فقط، يعني لا عندي مسئولية وأعباء ولا شيء، لكن المشكلة عندي أنني أحب زوجي جداً، وبدأت أحس منه بالإهمال، ففعلت المثل معه.

وإلى الآن لا أعرف الحل في هذه الحالة، هو يفتقد إلى حنيتي وأنا دائماً أصب عليه غضبي، ولا أستطيع أن أغفر له كلاماً بسيطاً يقال، وأظل أتذكره حتى لو أغلقنا موضوع النقاش، أريد أن أرجع مثل ما كنت، طيبة وحنونة على زوجي ومن حولي لأن زواجي بدأ يتخبط، أرجو المساعدة.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يصرف عنك هذه الحدة، وأن يعافيك من هذا الغضب، وأن يرزقك حسن الأخلاق مع زوجك والناس جميعاً.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن من أهم عوامل الفشل في الحياة الزوجية انعدام الانسجام الروحي والخلقي، حيث يبتعد الناس جميعاً عن صاحب الحدة والغلظة والألفاظ القاسية والعبارات الشديدة والتأنيب اللاذع، ولذلك أقول: إن ما حدث لك أمرٌ مؤسف فعلاً، ويخشى مع استمراره انصراف كل الناس عنك حتى أقرب الناس إليك، وأعتقد أن تصرفاتك غير طبيعية، خاصةً وأنك لم تكوني كذلك من قبل، ولذلك أرى أنك في حاجة للبحث عن علاج لحالتك المؤسفة، ويبدأ هذا العلاج بأن أقترح عليك عرض نفسك على أحد المعالجين بالرقية الشرعية وهي مُفيدة ونافعة، ولعل الله أن يجعلها سبباً في شفائك من هذا الداء، فابحثي عن أخٍ معالج ثقة من المشهور لهم بالديانة والصلاح، وهم كثيرون عندكم في مصر، خاصةً في مساجد السنة، واعرضي نفسك على بعض هؤلاء المعالجين، وأنا واثق من أنك سوف تستريحين تماماً من هذه الأعراض.

فإن لم يفد هذا العلاج، فأقترح أن تقرئي بعض الكتب النفسية حول الغضب وكيفية علاجه والتخلص منه، وهناك كتب شرعية تتحدث عن معالجة هذا الداء كما ورد في سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فإن لم تفد هذه الطريقة فأقترح عرض نفسك على أخصائي نفساني لديه تجاه إسلامي يُساعدك في التخلص من ذلك، ثم عليك بالدعاء والإلحاح على الله أن يعافيك من هذا الداء، وكم أتمنى أن تقرئي شرح حديث: (لا تغضب) للإمام الحافظ بن رجب؛ فإنه مفيد نافع، وتأكدي من أن حل مشكلتك ليس بالمستحيل، وإنما يحتاج فقط إلى بحثٍ صادق عن الحل، مع الأخذ بالأسباب والدعاء، وعندها ستجدين نفسك طبيعية جدّاً، ومحبوبة من الناس جميعاً.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

لا يوجد صوتيات مرتبطة

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً