الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أعالج أمي، فقد ضاقت بي الدنيا.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بدأت خلال السنوات الأخيرة ألاحظ تصرفات غريبة على أمي، وقد شخصتها بنفسي عبر البحث في الانترنت بأنها بارانويا، حيث أنها تشك في وجود جماعة ذات قوة ونفوذ تراقبها، وتصور وتستمع إلى كافة تفاصيل حياتها بغرض التهديد، ولم تصارحني بافكارها سوى قبل فترة؛ لأنها كانت تظن أنني أيضا تحت الخطر، ووجدت أنها تعاني من هذي الأفكار منذ سنوات عديدة ولكنها اشتدت في الآونة الأخيرة بسبب وفاة شخص مقرب، ومن ثم لم نتحدث بالموضوع سوى بالتلميحات بسبب خوفها من المراقبة.

نحن ليس لدينا أفراد عائلة آخرون كي يقنعها أحدهم بالعلاج، وكوني ابنتها لم أستطع فرض العلاج عليها أو حتى إقناعها أنها تتوهم، فهي تغضب مني، ولم أعد أستطع مناقشتها، مع العلم بأنها طبيعية جدا في باقي نواحي حياتها، بل وتتسم بالعقل والمنطقية سوى بعض القلق والاكتئاب، وقد بدأت تأخذ السيبرالكس لتخفيف ذلك.

وأخاف أن أعطيها أي دواء يؤثر على صحتها وأنا لا أعرف أو يسبب أعراض أخرى وأنا بمفردي لا أقدر على تحمل النتائج، وهل من الممكن أن تستمر في تناول السيبرالكس أو لا!

ساعدوني رجاء فقد بلغ بي اليأس ما بلغ، ولم أعد أذوق الفرح وأتمنى الموت، ليس لدي سوى أمي ولا أعرف ما العمل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالبرانويا أو الضلالات الفكرية قد تكون مرضا بحد ذاتها، وقد تكون جزءا من مرض آخر، وقد تكون جزءا حتى من الاكتئاب، فإذا كانت عندها أعراض اكتئاب أخرى مثل: فقدان الشهية، وعدم التمتع بالحياة، وتقلب المزاج مثلاً والصمت في كثير من الأحيان فهنا السيبرالكس قد يفيد، أما إذا كانت برانويا فقط وليس بها اكتئاب فالسيبرالكس غير مفيد، هنا يجب أن تعطيها مضادا للذهان، ولعل أفضل مضاد للذهان هو الأولنزبين، أولنزبين 5 مليجرام وبالذات إذا كانت والدتك لا تعاني من مرض السكر، أولنزبين 5 مليجرام ابدئي بنصف حبة ليلاً لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة ليلاً باستمرار.

وتحتاج طبعاً على الأقل لفترة شهر أو شهر ونصف حتى تزول هذه البرانويا وترجع إلى حالتها الطبيعية، وبعد ذلك يجب أن تستمر في العلاج لفترة حتى لا تنتكس، وإن شاء الله إذا تحسنت والدتك كل الأمور سترجع طبيعية، فخففي عنك، ويمكن أن تعيشوا مع بعض إن شاء الله وبسعادة، المهم هو أن تتناول علاج مضاد الذهان كما ذكرت الاولنزبين، وسوف تجدين طريقة لإقناعها طالما استمرت على السيبرالكس، ويمكن أن تقولين لها الأولنزبين سيساعد في النوم، وفعلاً هو كذلك، ولا يؤثر على صحتها كما ذكرت إن لم يكن لديها مرض السكر.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً