الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أستطيع التخلص من أحلام اليقظة بشكل كامل؟

السؤال

السلام وعليكم.

أنا بنت عمري 17 سنة، ولدي مرض أحلام اليقظة، واستطعت التخلص من بعضها ولا أفرط بها كما كنت في السابق، وقد كانت لدي منذ 5 سنوات بشكل كبير ومفرط، والآن الحمدلله استطعت التخلص من أغلبيتها ولم يأت لي أي شعور بالانتحار أبداً.

والآن هي لدي بشكل خفيف، وأتخيل أحياناً وأحاول أن أسيطر عليها وأتخلص منها، وأريد التخلص منها بشكل كامل دون أن أتخيل أي شيء أبداً، وذلك لأني أخاف أن تستمر وأن تسيطر علي.

أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأحسب أنك تقصدين بأحلام اليقظة بعض الأفكار التي تأتيك وتُسيطر عليك وفيها شيء ممَّا هو خيالي، ويحدث شيء من السرحان، وربَّما تُساهم هذه الأفكار أيضًا في إدخال بعض الوساوس على النفس، وفيها شيء من مضيعة الوقت.

قطعًا هذه الأفكار عادية جدًّا في مثل عمرك، فعمرك عمر التكوين النفسي والفسيولوجي والبيولوجي والوجداني، ويُقال أن أحلام اليقظة إذا كانت بدرجة معقولة فيها نوع من الإخصاب للعقل، وتوسيعٍ للمدارك، وتقوية المقدرات المعرفية عند الإنسان، لكن طبعًا إذا كانت بإسراف تُشتّت الفكر وتُضعف التركيز وتضيّع الوقت، وربما تؤدي إلى الوسوسة.

أيتها الفاضلة الكريمة: الإنسان فكره يتكوّن من طبقات، وإذا أعطينا الأشياء المهمّة – الطبقات العليا – في أفكارنا هذا قطعًا سوف يُقلِّص تمامًا الفرصة على الأفكار غير الأساسية – ومنها أحلام اليقظة – في أن تظلَّ على مستوى أدنى من تفكيرنا.

فأنا أريدك بهذه الحيلة السلوكية أن تتغلّبي على أحلام اليقظة وأفكار اليقظة – كما نُسمِّيها أحيانًا – وتضعي أهمية كبيرة جدًّا لدراستك، وتتصوري أنك سوف تكونين -إن شاء الله تعالى- عالمة في المستقبل، ومُنذ الآن تُخططين لذلك، تنظمين وقتك للدراسة، تنامي ليلاً مبكّرًا، تستيقظين مبكرًا وتصلين صلاة الفجر في وقته لا بعد شروق الشمس، ثم تبدئين الدراسة والمذاكرة لمدة ساعة إلى ساعة ونصف قبل أن تذهبي إلى المدرسة، ... وهكذا.

إذًا ادخلي في هذا النوع من الفكر المفيد، وفي ذات الوقت تجنبي الفراغ، الفراغ الذهني والفراغ الزمني يعطي فرصة لهذه الأفكار الواهية والتي لا داعي لها على أن تُهيمن على الإنسان. وتذكّري أنك الحمد لله صغيرة في السن، وإن شاء الله تعالى أمامك أيام مُشرقة جدًّا وجميلة، كوني إنسانة فعّالة في داخل الأسرة، احرصي على بر والديك، احرصي على صلواتك في وقتها، تواصلي مع صديقاتك والصالحات من الفتيات، مارسي رياضة، أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة.

وتمارين الاسترخاء دائمًا نحن نوصي بها، تمارين التنفّس المتدرج، وتمارين شد العضلات وقبضها ثم استرخائها، مع شيء من التأمُّل الفكري، مفيدة جدًّا، تُوجد برامج كثيرة جدًّا على اليوتيوب، أرجو أن تستعيني بأحدها من أجل التدرب على هذه التمارين، والتي قطعًا من خلالها يستطيع الإنسان أن يُسيطر على الأفكار الواهية والأفكار التي لا داعي لها.

هذه هي الطرق الأساسية للتخلص من أحلام اليقظة السلبية، وأنتِ قلت أنك تودّين التخلص منها بشكل كامل، لا، ليس من الضروري أن تتخلصي منها بشكل كامل، فوجود شيء من هذه الأفكار يجعل فكرك ينطلق نحو المستقبل أيضًا بصورة إيجابية، تكون لك آمال، تكون لك طموحات، تخططين لها في خيالك، واجعلي أحلام اليقظة على هذا المنوال.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً