الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع أخي وأختي المدللين؟

السؤال

السلام عليكم

أنا أخ أكبر لولد وبنت توأم، قام والداي للأسف بتربيتهما بطريقة مدللة، ونشآ يعتمدان عليهما فى كل شيء، تزوج أخي من أخت زوجتي، وهي يتيمة الأبوين، ونتيجة للتربية المدللة لم يتحمل مسؤولية وأعباء الزواج، فأخذ يضربها ويهينها ويستخدم والديّ في ذلك، وقاما بمساعدته للأسف رغم محاولات الأقارب والمعارف وأنا توضيح الصورة لهما، حتى فرت زوجته من المنزل تاركة كل شيء حتى الأولاد، وتزوجت أختي بطريقة غريبة، تعرفت على شاب عن طريق المحادثة تحت سمع وبصر الأم والأب للأسف، ولم تطق هي الأخرى الحياة الزوجية فتركت المنزل، وعاشت مع أبي وأمي بأولادها ليقوم أبي وأمي اللذان بلغا من العمر أرذله بخدمتها هي وأولادها، بالإضافة لخدمة أخي وأولاده.

في ذكرى المولد النبوي الشريف، ذهبت لوالدي، ومعي بعض احتياجاتهما المنزلية كما تعودت على ذلك كلما استلمت راتبي ابتغاء وجه الله، فوجدت والداي يطلبان مني أن أكون في خدمة أخي وأختي المدللين، واللذين أقوم بمساعدتهما كلما استطعت ماديا، ومعنويا، وبالنصح والإرشاد، حتى وجدت نفسي لا تطيق ذلك، فآثرت الصمت، وعدم الكلام نهائيا حتى لا أغضب والديّ مني.

ماذا أفعل في طلب والديّ مني؟ وهل هما مخطئان في طلبهم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ www حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا – أخي الكريم – في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يوفقك للمزيد من الخيرات، فقد سُررنا بما ذكرته من قيامك بحق والديك والإحسان إليهما، وهذه قُربة عظيمة تُقرِّبُك من الله تعالى، فاحرص على البقاء والاستمرار على هذه الخصلة من خصال الخير، وهو واجب عليك – أي البر بهما والإحسان إليهما – فاجتهد في إدخال السرور إلى قلبهما بما يمكنك من ذلك.

اعلم أن هذا العمل يجرُّ إليك الخيرات في الدنيا والآخرة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الوالد أوسط أبواب الجنّة).

أمَّا ما ذكرته – أيها الحبيب – من أمرهما لك بأن تخدم أخاك وأختك، فهذا لا يلزمُك فيه الامتثال للوالدين والإنفاق على أختك وأخيك إذا كانا يقدران على الإنفاق على أنفسهما بأي وسيلة، يعني: إذا كان أخوك يقدر على العمل ويجد عملاً يستطيع أن يكسب منه ما يحتاجه – وكذا أختك إذا كانت تجد مَن يُنفق عليها أو كان لها أموال يمكن أن تُنفق على نفسها منها – ففي هذه الحالة لا يلزمك أنت الامتثال لوالديك، ولكن إذا لم تمتثل هذا فاحرص كل الحرص على عدم الإساءة لوالديك، وكونك تُؤثر الصمت وعدم الكلام حتى لا يغضب والداك هذا من توفيق الله تعالى لك، وهو عين الحكمة والصواب.

احرص على ألَّا تقع فيما يُغضب والديك، وإذا أردتَّ أن تمتنع عن شيء من الإنفاق على أخيك وأختك فاحرص على الاعتذار لوالديك بما يقبلانه من الأعذار.

أمَّا إذا كانت أختك لا تجد ما تُنفقه على نفسها ووالداك لا يستطيعان الإنفاق عليها؛ ففي هذه الحالة نرى أنه لا بد أن تُنفق عليها إذا كنت قادرًا على ذلك؛ لأن نفقتها في هذه الحالة تلزم المُوسرين من المسلمين، وأنت أولهم إذا كنت مُوسرًا.

نصيحتُنا لك أن تفعل الخير ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، وأن تحتسب أجرك عند الله تعالى، ولكنَّا أردنا أن نُبيِّن لك الحدود الشرعية ومتى يلزمك ذلك ومتى لا يلزمك.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً