السؤال
السلام عليكم.
أنا رجلٌ متزوجٌ ولي ثلاثة أبناء، وأعيش في الغربة، ولكن زوجتي وأبنائي لا يرافقونني بشكل دائم، إذ يزورونني كلما تيسرت الظروف، مرة كل عام أو عامين أو أكثر، وذلك بسبب تكاليف المعيشة المرتفعة في بلد إقامتي.
مؤخرًا، توفي والدي – رحمه الله – وبعد وفاته أصبحت والدتي وحيدة، وهي تبلغ من العمر سبعين عامًا، وتحتاج إلى رعاية، وهي تقيم في مدينة بعيدة عن المدينة التي تعيش فيها زوجتي وعائلتها، لي أخ أيضًا مغترب في بلد آخر.
اتفقنا أنا وأخي على أن تقضي والدتنا جزءًا من العام معه، وجزءًا معي في الغربة، كي لا نتركها وحيدة، وبالفعل، أقامت لدي ثمانية أشهر، ثم انتقلت لتقيم لدى أخي لمدة أربعة أشهر.
ولكن خلال فترة إقامة والدتي معي، اعترضت زوجتي على طول المدة، وأثارت موضوع المصروفات، نظرًا لعلمها بدخلي المحدود، وأشارت إلى أنها محرومة من وجودي معها ومع أبنائي بسبب الغربة التي فرضتها الظروف المادية، والتي تزداد صعوبة عندما تكون والدتي مقيمة معي.
وطلبت أن تأتي هي والأولاد للعيش معي، معتبرة أنها أحق بالإقامة معي من والدتي، ودارت بيننا نقاشات كثيرة، ومشاكل بهذا الخصوص.
الآن، انتهت فترة إقامة والدتي لدى أخي، ومن المفترض أن تعود لتقيم معي، ولكن هذا قد يتسبب في مشكلات جديدة مع زوجتي.
ومن جهة أخرى: فإن أخي يواجه ظروفًا مشابهة، حيث تعاني زوجته من صعوبة تقبل وجود والدتنا لديهم، رغم أن الفرق بيني وبينه أن زوجته وأولاده يعيشون معه في الغربة.
أنا في حيرة من أمري، أريد حلاً يرضي الله، ويسعد جميع الأطراف، وفي الوقت نفسه يساعدني على بر والدتي.
علمًا بأن والدتي ترفض فكرة وجود خادمة تساعدها في المنزل إذا بقيت بمفردها، وهي لم تطلب مني صراحةً أن تعود لتقيم معي، ولكن إحساسي بالمسؤولية والحب تجاهها يجعلني عاجزًا عن تركها وحيدة، خاصة بعد أن رأيت مدى احتياجها للرعاية، إذ أنها أصبحت مثل الطفل، ولا يوجد لنا أقارب يمكن الاعتماد عليهم في رعايتها.