الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي تكثر التذمر وتقارنني بغيري، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا متزوج منذ 15 سنة، زوجتي كانت مرتبطة قبل الزواج، أتعامل معها جيدًا، ولا أؤخر لها طلبًا، ولكن لظروف الشغل ومذاكرة الأولاد لا أستطيع أن آخذهم للنزهة إلا كل عدة أشهر مرة، وكل سنة نذهب إلى مكان لكي نصيف أسبوعًا.

تشكو من الحياة المملة، ودائمًا تقارن بيني وبين غيري، وعندما ترى الإنسان الذي كانت مرتبطة به تتغير معاملتها معي، وتشتكي، وتطالبني بأن أغير من نفسي، ولا أعلم ماذا تقصد بذلك؟ ودائمًا تنظر للذين مستواهم المادي أفضل مني، وتقول: أنا متزوجة لكي تخرجني للتنزه، ليس فقط لتلبية طلباتي، مع العلم أن ظروف أهلها المادية سيئة جدًا، فماذا أفعل معها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك أيها -الأخ الفاضل- في الموقع، ونشكر لك حسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يجلب الألفة إلى داركم، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادر عليه.

أحسنت في حرصك على المعاملة الجيدة لزوجتك وتلبية طلباتها، ونسأل الله أن يُعينها على تفهم هذا الوضع الذي أنت فيه، وأن يلهمكما السداد والرشاد، وأرجو أن تحرص -رغم المشاغل- على أن تُخصص وقتًا لعائلتك، فإن العبرة ليس بكم من الوقت يقضي الإنسان مع أهله، ولكن بالكيفية التي يقضيها، فوجود الإنسان بين أهله وأبنائه، وتخصيص وقت معهم بعيدًا عن الجوال والمشاغل، واستخدام الفرصة التي تتاح له، بأن يُعطي الزوجة والأولاد حقهم من الرعاية والعناية والاهتمام، فإن هذا سيُكمل الأشياء الجميلة التي يقوم بها.

وعلى زوجتك أن تُقدّر حياتك من أجل العمل، وما ينبغي أن تُقارنك بغيرك من الناس، وعليها كذلك أن تتأدَّب بآداب الشرع التي علَّمنا إياها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأن ننظر إلى مَن هم دوننا في كل أمور الدنيا، ولا ننظر إلى مَن هم فوقنا كي لا نزدري (نحتقر) نعمة الله علينا، ونسأل الله أن يُعينها على الخير، ونتمنَّى أن تُشجعها حتى تتواصل معنا لتعرض ما عندها، حتى تسمع التوجيهات المباشرة من إخوانها وأخواتها في موقعكم، ونسأل الله -تبارك وتعالى- لنا ولكم التوفيق والسداد.

استمر على ما أنت عليه من الخير، واجتهد في أن تزيد من العناية والرعاية، وتمنحهم مساحة أكبر من وقتك، بما يتناسب مع ظروفك، وأحسن الاعتذار لها إذا طلبت المزيد من الفسح، والمزيد من الخروج، وبيِّن لها أنك تواجه ظروف العمل، وأنك تعمل لمصلحة الأسرة، وينبغي أن تكون التضحية مشتركة بين الزوجين.

نسأل الله أن يُعينكما على الخير، وأن يستخدمنا جميعًا في طاعته، ونتمنَّى من هذه الزوجة أيضًا أن تقوم بواجباتها، وتحرص على أداء ما عليها.

ونسأل الله لنا ولكم الثبات والهداية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً