السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة عمري 25 عاماً، أعاني منذ أسبوع تقريباً من شعور ببرودة في رأسي، تبدأ من جزء رأسي الموجود أعلى الجبهة، وينتشر في كل رأسي أحياناً، وتختلف شدتها خلال اليوم الواحد، فهي تزيد عند التركيز على القراءة أو أمام شاشة الكمبيوتر، أو عند القلق والتوتر، وفي الليل عند تشغيل المكيف أو عندما أضع رأسي على الوسادة، وأشعر بتحسن أكثر إذا ما شددت شعري حيث يخف شعوري بالبرودة.
كما أعاني من ألم خفيف تحت عيني اليسرى، وحين أستيقظ من النوم أشعر بجفاف كبير في عينيّ، وتكون محمرة قليلاً، وأشعر بدوخة خفيفة أيضاً، وأشعر بما يشبه الشد الخفيف في الجهة اليسرى من وجهي، وقبل حوالي 3 أسابيع شعرت بألم في أسفل ظهري وقدمي اليسرى، ولكنه تحسن الآن كثيراً ولكنه لا يزال موجود قليلاً.
والعام الماضي سبق وأصبت بصداع شديد ومستمر، ولكن بدون الشعور بالبرودة، وبعد عمل الكثير من الفحوصات وفحص (Ct scan) للرأس وأشعة للرقبة، كانت النتائج سليمة والحمد لله، وهكذا تم تحويلي للطب النفسي في الجامعة، وشخصت الحالة بأنها اكتئاب نفسي، وأخذت حبوب إيفيكسر لمدة 6 أشهر، وتحسنت خلالها حالتي، ولم أكمل العلاج النفسي بسبب ظروفي.
والآن لا أعرف سر هذه الحالة الجديدة، وإذا كان من الضروري مراجعة الطبيب مجدداً وعمل فحوصات جديدة للرأس لمعرفة سبب البرودة، أم أن السبب نفسي مجدداً، حيث أني لا أزال أعاني من ضغوطات أسرية كبيرة، كما أعاني من كثرة التفكير في كل الأشياء، وسأسميه تفكيراً سلبياً، فكل شيء أفكر فيه، وأرى مستقبلي أسود، وأن حياتي لن تتحسن بالرغم من أني أصلي كثيراً في الليل، وأدعو الله بإخلاص، وأشعر بتحسن وقتها، ولكن لا تزال الأفكار المتشائمة تحيط بي، وأصبحت كلما تماديت في التفكير، أحاول طرد الأفكار، ولكن يصعب علي ذلك.
كما أن كل ألم أفسره بأنه مرض خطير، وألم ظهري في الواقع أخافني كثيراً، لدرجة أن أصبت بحمى، وكنت أبكي باستمرار، وأخبرت أمي بخوفي من أن أصاب بالشلل، أو أن تقطع رجلي، وكلما ازداد خوفي ظهرت لي المزيد من الأعراض، مثل الشعور بالتمنيل في الساعد أو الرجل، أو شعور بدوخة وبرودة في الرأس وقشعريرة.
كما أشعر بأني فاشلة، فحين اخترت أن أتخصص في الهندسة الكهربائية -وحسب تفسير الدكتور النفسي- كان السبب أنه أكثر تخصص لا أفهم فيه شيئاً، وبالتالي سأرسب كثيراً، ورسوبي سيبقيني في الجامعة فترة أطول عن البيت وعن أبي خاصة، وبعد معاناة 7 سنوات تخرجت من الجامعة، وكنت مترددة في آخر فصل في حضور الامتحانات أو لا، حيث كنت أنوي ترسيب نفسي كي لا أعود إلى عند أبي، ولكن لم يكن لدي خيار آخر، فنظام الجامعة لا يسمح بالدراسة أكثر من سبعة أعوام للطالب الفاشل وكثير الرسوب.
وهكذا عدت للبيت وانقطعت عن العلاج النفسي، والآن يجب أن أعمل في مجال تخصصي الذي أجده صعباً ومملاً وشاقاً ومخيفاً بالنسبة لي، فأنا منعدمة الثقة والإرادة، وأنا الفتاة المهندسة الوحيدة في الشركة التي سأبدأ التدريب فيها من بعد خمسة أيام، وقبل أسبوع كان علي أن أجتاز اختباراً في مجال تخصصي، وأعطاني أحد المهندسين كتاباً لكي أقرأ منه بعض الأشياء، والذي قال لي بأنها أساسيات وأشياء سهلة للغاية، وعندما عدت للبيت وحاولت قراءة المعلومات الهندسية، والتي سبق ودرستها لم أقدر أن أركز ولم أفهم وخفت كثيراً، وخفت أن أبدو فاشلة في مكان عملي أيضاً، وخفت أن أبدو فاشلة أمام أبي، حيث أن أبي يحضر معي المقابلات لسبب لا أعرفه.
وأنا أخاف من أبي كثيراً، فهو شخص سيكيوباتي وله شخصيتان، ولكنه يتحكم في ظهور كل شخصية في الوقت الذي يناسبه، فهو عدواني وأناني وعديم الرحمة، وشديد البخل معنا في البيت، ولقد حرمنا من مسكن جيد حيث نعيش مع السحالي والفئران والصراصير وشباك العنكبوت، بالرغم من أنه غني جداً وتاجر، ويكسب ما يقارب 4430 دولار شهرياً، كما حرمنا من الملابس والطعام، وحرمنا تماماً من رؤية أقاربنا، حيث لا أعرف عدد أقاربي أو أشكالهم، وحرمنا تماماً من الخروج للنزهات أو السوق، وحين أذهب للجامعة كان يعطيني مصروفاً قدره 25 دولاراً فقط لأصرفها على نفسي مدة 4 أشهر في الغربة، أما شخصيته الأخرى فهي ذكية وحكيمة ومحبوبة وظريفة ومثقفة، وهذه الشخصية تظهر في الخارج، وخاصة أمام الأشخاص ذوي الشهادات العالية، مثل الدكاترة والأطباء وأساتذة الجامعة والمعلمات ورجال الدين، وهو يبهرهم حقاً حين يتحدث معهم.
آسفة للإطالة، ولكن هذه هي الأعراض الجسدية والنفسية التي أشعر بها خلال هذه الفترة، وأرجو أن أجد تشخيصاً وعلاجاً من عندكم، ولا تطلبوا مني أن أكمل العلاج النفسي، فهذا يتطلب أن أخبر أبي، وهو سيكون معي عند الطبيب النفسي، ومستحيل أن أتكلم عنه وأمامه عند الدكتور، حيث من المستحيل أن يعترف بما يفعله معنا، فهو يردد دائماً بأننا نظلمه كثيراً، وعقابنا عند الله شديد، وأنه هو شخص أمين والأكثر صدقاً، وقد يأخذني للمحكمة حتى نعرف من الظالم ومن المظلوم، ولقد سبق وأن جعلنا نوقع على الكثير من الأوراق والتي مفادها بأنه لم يخطئ بشيء، ونحن الذين نخطئ، وكان يقول دائماً كي أحمي نفسي غداً عندما تأخذونني إلى المحكمة.