الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعلقت بشاب قدم لي مساعدة، فكيف أتعامل مع هذا الشعور؟

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 17 سنة، كل ما يهمني رضا أهلي، ودراستي لدي أهم شيء، قبل 3 سنوات قد ساعدني شاب في شيء ولن أنسى مساعدته، ولكني من ذلك الوقت أحلم وأفكر به، لا أعلم السبب، أدري أنه مجرد شاب بالنسبة لي لا أكثر!

ومن الأحلام التي حلمتها به أن يده مقطوعة ويبكي، وأنا واسيته.

وللعلم هو شاب كتومٌ جدًا ومحترم لأبعد الحدود، لست فتاة تحب أن تدخل بهذه الأمور، وأتمنى أن أحصل على الجواب وأغلق الموضوع تماماً، ولكني أشعر بأن هناك رابطاً بيننا، لا أدري ما تفسير ذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك هذا التواصل والاهتمام، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

سعدنا جداً باهتمامك بإرضاء أهلك وإسعادهم، ونتمنى أيضاً أن يكون الهدف الذي يسبق هذا الهدف هو إرضاء الله تبارك وتعالى، وإرضاء الوالدين وإسعادهم مما يرضي الله، والعظيم ربط بين عبادته وبين بر الوالدين، فنسأل الله أن يعينك على طاعته، وأن يعينك أيضاً على بر والديك والوفاء بحقهم، وأن ينبتك نباتاً حسناً، وأن يعينك على التمسك بآداب هذا الدين العظيم الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.

أما بالنسبة لتأثرك بهذا الشاب الذي أحسن إليك، فالإنسان دائماً يتأثر بمن يحسن إليه، ولكن نحن لا نريد لهذا أن يتجاوز حدوده، خاصة وأنت لا تعرفين رغبة الشاب في إكمال المشوار وهدفه من تلك المساعدة، وكما نحب أن نشير إلى أن هذا الذي يحدث عندك من الميل غالباً ما يكون مجرد إعجاب بهذا الشاب الذي قدم الخدمات وقدم المساعدة وكونه محترماً، وكونه كتوماً جداً، إلى غير ذلك من الإشارات التي أشرت إليها عن الشاب.

وأما ما يحدث معك في رؤيته في الأحلام في أحوال مختلفة، فنحن لا نعبر الأحلام، لكن نشير إلى أن الإنسان إذا فكر في موضوع فإنه كثيراً ما يراه في نومه، وعلى كل حال نسأل الله أن يعينك على الخير، وإذا كان في هذا الشاب خير نسأل الله أن يضعه في طريقك، وإذا كان غير ذلك نسأل الله أن يصرفه عنك، وأن يصرفك عنه.

وننصح بناتنا دائماً بأن يشتغلن بما ينفع وبما يفيد، وإذا أراد الشاب أن يطرق الباب؛ فعند ذلك تبدأ العلاقة الشرعية، فالحب الحلال يبدأ بالرباط الشرعي، ويزداد مع التعاون على البر والتقوى، ومعرفة الصفات والخصال الجميلة للشركاء يزداد قوةً وثباتاً، هذا الرابط الذي بينكما لا شك أن فعل المعروف أثر كثيراً في تكوين الرابط، ونتمنى أيضاً أن يقدر الله لك الخير -كما قلنا-، ولك أن تقولي إن كان في هذا الشاب خيرٌ أسأل الله أن يضعه في طريقي، وإن كان غير ذلك أسأل الله أن يصرفني عنه وأن يصرفه عني، وأن ييسر له ولي الخير حيث كان، هذه هي المعاني التي ينبغي أن نركز عليها.

نسأل الله أن يعينك على كل أمر يرضيه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً