الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يمكنني الاستمرارية في العمل الذي أقوم به؟

السؤال

السلام عليكم.

لدي مشكلة مع الاستمرارية، فكلما أدعو الله أن يجعلني أكمل في شيء وأن أنجح به أتوقف عن فعله بعد مدة قصيرة حتى وإن كان هذا الشيء جيداً مثل: المذاكرة أو تعلم لغة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rawan حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختي الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.

أختي: سؤالك هذا هو حديث كثير من الشباب، والبعض يراه أمراً سلبياً ونحن ننظر إليه نظرة إيجابية، فالإصرار على المواصلة والتوقف ثم السؤال عن السبب وطريقة المعالجة يدل على الاستعداد الداخلي للتفوق، وهذا نصف الطريق، والنصف الآخر مرتبط بمعالجة خمس نقاط:
1- إزالة العوائق.
2- واقعية الأهداف.
3- البحث عن المعينات.
4- دوام المحاسبة.
5- التوكل مع الدعاء.

فنرجو منك أن تأخذي نفساً عميقاً، وأن تركزي معنا في الأسطر القادمة:

أولاً: عدو الاستمرارية الرئيس في عدم تحقيق الأهداف هو وجود العوائق وعدم التعرض لها، فهذا سير صحيح في الاتجاه الخاطئ، وصاحبه أشبه برجل يريد أن يصعد جبلاً وعلى عينيه عصابة سوداء تحول دون الرؤية الصحيحة، ركضه بأقصى سرعة مع الرؤية المنعدمة لن تصل به إلى مراده، وسيتوقف بعد قليل حتماً، ولو أزال الغشاوة على عينيه سيختلف الأمر كثيراً.

أختي الكريمة: أول ما ينبغي عليك القيام به هو الجلوس الهادئ وتحديد العوائق التي تمنعك من الاستمرارية، اكتبيها وحدديها بصورة دقيقة وابدئي العمل على إزالتها من الآن.

والعوائق تختلف من شخص لآخر فالبعض عنده العوائق في الكسل أو النوم، أو الصحبة السيئة، أو مجالسة من لا يهتم بمستقبله، أو الإغراق في المباحات، أو المعاصي...، العوائق أختي كثيرة، وأنت من يجب أن يحددها حتى تكون الانطلاقة صحيحة.

ثانياً: واقعية الأهداف: البعض يضع أهدافاً مستحيلة التحقيق، إما لذاتها أو لضعف إمكاناته عنها، وهذا ما يصيب الإنسان بالوهن مع أولى الخطوات، لذا عليك تحقيق واقعية الأهداف التي تلائمك وتراعي قدراتك، ثم بعد ذلك قسميها على مراحل واجعلي لكل مرحلة وقتاً محدداً وزماناً مخصوصاً، وكلما حققت هدفاً صغيراً كافئي نفسك وشجعيها على المضي قدماً.

ثالثاً: العمل الفردي فيه ملال خاصةً إذا طال المقام فيه، وابتعدت عمن تحبين اللقاء بهم، فلا تنعزلي عن محيطك الاجتماعي، واجتهدي أن تتخيري منهم من يعينك على تحقيق هدفك أو على الأقل من يشاركك مشاعرك فيه ويحفزك على التقدم، من الضروري أن يكون الجانب الاجتماعي عندك طبيعياً وألا تجعلي من أهدافك سجناً يحول بينك وبين ممارساتك الرياضية أو الاجتماعية بصفة عامة.

رابعاً: حاسبي نفسك على كل مرحلة وضعتيها، ادرسي جيداً أسباب التقدم لتزيدي منه، وأسباب الفشل إن وجدت لتتم معالجتها، وعاقبي نفسك عقاباً إيجابياً متى ما وجدت من نفسك تقصيراً على تحقيق هدف مرحلي.

العقاب الإيجابي هو ما يكون فيه مصلحة لك أو للغير، مثلا الركض لمدة ساعة، تنظيف البيت، مساعدة أحد ما في أي أمر، المهم أن يكون العقاب إيجابياً.

خامساً: استعيني بالله في كل أمرك، واجتهدي في إرضاء سيدك ومولاك، واعلمي أن القلوب بيده سبحانه، وأن العبد ما دامت صلته بالله قائمة فلن يخيبه الله، أكثري من الدعاء، واحرصي على أداء فرائضك في جماعة، وعلى المحافظة على أذكار الصباح والمساء والنوم، وعلى تعمير وقتك بالنافع دائماً.

إذا قمت بهذه الخمس على الوجه الأكمل فإن التوفيق إن شاء الله حليفك، فالله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.

وأخيراً: احذري اليأس، واعلمي أن النجاح لا يكون إلا على جسر من الفشل، فلا تستسلمي ولا تيأسي وابدئي من جديد وفق المنهج الموضح أعلاه.

كتب الله أجرك، وبارك الله فيك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً