الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تطورت وساوسي والأدوية سببب لي زيادة وزن، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 22 سنة، لدي وسواس من مرحلة البكالوريا، وهو وسواس العد وتكرار الكلمات، إلى أن تطور إلى وسواس النسيان، وأصبح ملازماً لي، وأصبح الوسواس القهري شديدًا، والاكتئاب حادًا، وتقلب المزاج، وانعزلت عن حياتي الدراسية، وأشعر أن الحياة تغيرت، فلا شيء يفرحني، وجربت (السبرالكس)، و(الانافرانيل) لكن العلاج سبب لي زيادة في الوزن، فتركته.

سؤالي: هل الوسواس الفكري سيلازمني 24 ساعة؟ عندما أفكر في الأمر يصيبني فزع وهلع، لأني مرت بي 4 سنوات وأنا لدي وسواس، لا أستطيع أن أتخلص منه، وأشعر أني سأفقد عقلي، وذاكرتي تلفت، وبسبب الأرق تناولت السيروكويل، والميرتازابين، والريفوتريل، وغيرها، ولم ينفع معي أي شيء.

أريد علاجًا يخلصني من هذا الكابوس المهلك، لأني رغم التعب والدراسة لا أستطيع النوم لمدة ثلاثة أيام، فما السبب أني أراقب نفسي؟ حيث إني عندما أدرس أو أقرأ أو أكتب أشعر أني أنظر إلى نفسي، وأشعر أن نفسي منشطرة إلى شخصين وعقلين، وأتحدث مع نفسي كثيرًا، وأقوم بإعادة المواقف في مخيلتي، وأصنع سيناريوهات في دماغي.

شخصيتي أصبحت ضعيفة جدًا وانطوائية، ولا أستطيع الكلام ومواصلة الحديث، وأشعر بالخجل من أي شيء، وأتمنى حلاً لمشكلتي، فماذا أعاني منه بالضبط؟ فليس لدي غير الله، ثم أنتم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عباس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك – أخي الفاضل – عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال وهذه التفاصيل، ونسأل الله لك العافية.

أخي الفاضل: واضح من أنك مستوعب لإصابتك بالوسواس القهري، والذي يعرفُ بأنه اضطراب نفسي، حيث تأتيك أفكارٌ قهريّةٌ ليست تحت سيطرتك، بل تقتحم عليك عقلك وذهنك، وربما تستمر 24 ساعة، ولسبعة أيام في الأسبوع، دون أن ترتاح منها.

أسئلتك الأربعة كلها جوابها في أنك تعاني من مضاعفات الوسواس القهري، سواء كثرتها المُلحة على ذهنك، أو حتى شعورك بالاكتئاب وتقلُّبات المزاج، ففي كثير من الأحيان يترافق الوسواس القهري مع اضطراب المزاج كالاكتئاب، وخاصة أن معاناة المصاب بالوسواس القهري تجعله ينعزل ويتجنب الاحتكاك بالناس أو متابعة نشاطه – سواء عمله أو دراسته – وهذا الذي حصل معك.

أخي الفاضل: جيد أنك جرّبت عددًا من العلاجات كالـ (سيبرالكس Cipralex) والـ (أنافرانيل Anafranil)، لذلك دعني أقول إن الوسواس القهري قابلٌ للعلاج بشكل فعّال، ولكن علينا أن نختار الدواء الصحيح والجرعة المناسبة والمدة المناسبة، حيث لم تذكر لنا الجرعة التي تناولتها من هذه الأدوية، ولا المدة التي تناولت فيها هذه العلاجات.

أنصحك – أخي الفاضل – أن تراجع أحد الأطباء النفسيين، وتطلب منه أن يبدأ معك العلاج على دواء الـ (بروزاك Prozac) أو ما يُسمّى (الفلوكسيتين Fluoxetine)، تطلب منه أن يبدأ معك 20 ملغ في اليوم، وهي جرعة قابلة أن تُزاد بعد عدة أسابيع إلى 40 ملغ، وإذا لم تحصل النتيجة المرجوة فيمكن رفعها إلى الجرعة القصوى، وهي 60 ملغ في اليوم.

نحن دومًا ننصح بتناول الأدوية النفسية تحت إشراف الطبيب النفسي المعالج، هذا من جانب، ومن جانب آخر: لا بد أؤكد على نوعية الدواء الجرعة المناسبة والمدة المناسبة، ونحن نتحدث هنا عن عدة أشهر، من ستة إلى تسعة أشهر، وأيضًا نؤكد على ألَّا نُوقف هذه الأدوية بشكل فجائي؛ لأن هناك احتمالاً كبيراً أن تنتكس حالة الوسواس القهري.

هناك خطورة الأعراض الانسحابية من إيقاف الدواء بشكل فجائي، لذلك بعد أن تتحسّن -بعون الله سبحانه وتعالى- لا بد من البدء بتخفيف الدواء بعد فترة كافية من شعورك بأنك في حالة طيبة جيدة، وأن يبدأ تخفيف الجرعة بشكل متدرّج، أيضًا تحت إشراف الطبيب المعالج.

أدعو الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً