الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بسبب النميمة فسد ما بيني وبين قريبتي وبردت الصداقة

السؤال

‎السلام عليكم.

لديّ قريبة كانت قريبة مني جداً، فهي أكبر مني بكثير، لكننا أصبحنا أفضل الأصدقاء، أقول لها دائمًا أن تعتبرني مثل: ابنتها، أو أختها الصغرى، كنا نتحدث كل يوم وكانت لطيفة معي وحنونة للغاية، ومتدينة جدًا فكانت دومًا تنصحني في الدين والحياة.

‎حدثت مشكلة في الصيف حيث نقلت إحداهن كلاماً على لسانها ولكني امتنعت عن إخبارها؛ لأن والدتي حلفتني أن لا أفعل ذلك، وأيضًا: لأنني شعرت أنها ستكون فتنة (رغم أنني كنت متأكدة من أنها لم تقل ذلك)، أخبرتها أمي بعد وقت بما قالته هذه الفتاة، وكما افترضت قالت: إنها لم تقل شيئًا كهذا أبدًا، ولكن أمي أخبرتها أيضًا أنني أعرف بالموضوع.

‎أصبحت بعدها في قمة البرود معي، سألتها عدة مرات إذا كانت مستاءة مني لكن إجاباتها كانت دائمًا غامضة وباردة، في النهاية فتحت الموضوع معها وشرحت لها سبب عدم إخبارها واعتذرت عدة مرات، وتقول: إنها ليست منزعجة، وأنها كانت فقط مشغولة، لكنني أعلم أنها تأذت؛ لأنها قالت لي: لو كنت أحبها لقلت لها، ولو أنني كنت حقاً أعرفها أنا وأمي لعرفنا أنه كذب من الأول.

‎الآن إذا لم أرسل أو أتواصل أولاً فلن تفعل ذلك، ردودها أصبحت أكثر برودة بكثير وحنانها بات مختفياً، ‎لقد أحضرت لها الهدية والشوكولاتة وأنا أطمئن عليها باستمرار، وأدعو لها في كل صلاة، وأن يقربها الله لي ويحنن قلبها علي.

‎لقد أثر هذا الأمر على نفسيتي حقًا؛ لأنني تعلقت كثيرًا بها، وأنا أحبها حقًا ولكني أخشى أن يكون تواصلي الآن يزعجها، فهل أتوقف عن المحاولة؟ أريد حقًا أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يُؤلّف القلوب، وأن يُصلح الأحوال.

استمري في التواصل مع هذه القريبة، وقومي بما عليك كاملاً، ولا تنزعجي ممَّا يحصل، فإنه مع الوقت ستتغيّر هذه الصورة، وتعود الأمور إلى مجاريها وإلى وضعها الصحيح، ودائمًا تعوذوا من شرِّ كل نمّام ونمّامة، فإن النمّام يُفسد في ساعة ما يعجز عنه الساحر، وتعوذي بالله من شرِّ كلِّ ذي شرٍّ، والمسلم ينبغي أن يقول خيرًا وينشر خيرًا، المؤمنة إذا سمعت خيرًا نشرته، وإذا سمعت شرًّا دفنته وتركته، ونصحت لمن يقول الشرّ.

أنت لم تُخطئي فلا تحزني، وهذه القريبة ستعود إلى وضعها الصحيح بحول الله وقوته، وفي كل الأحوال قومي بما عليك، وابحثي عن صديقات صالحات أخريات، سواء كنَّ من القريبات أو غيرهنَّ، ولكن لا تقابلي برودها بالبرود، وإنما عليك أن تصلي وتقومي بما عليك، ولعل في هذا الذي حدث خيراً، فالإنسان ما ينبغي أن يزيد في تعلُّقه بشخص، ولكن المؤمنة ينبغي أن يكون لها عدد من الصديقات الصالحات، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يجمعكم مرة أخرى على الخير والحب والوئام، والنصح في الله.

ومرة أخرى: نحذّر من شرِّ النمّامين وويل لهم، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يدخل الجنة نمّام)، وقال: (لا يدخل الجنّة قتّات) والقتّات هو الذي يفتعل الكلام غير الموجود أو يزيد في النميمة من عنده، عياذًا بالله.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً