الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تواصلت مع زميلي لأغراض دراسية ولكني أحببته، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة محافظة على الصلاة والأذكار، وهناك شاب ملتزم يدرس معي وراسلني لمعرفة بعض الدروس، وبدأنا نتحدث في الشات وأحببته، ولا أفعل أي شيء محرم، وهو كذلك يتكلم عن الدين والمدرسة فقط، فهل هذا الشيء حرام؟

شكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مروة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك –ابنتنا العزيزة– في استشارات إسلام ويب.

نسأل الله تعالى أن يحفظك من بين يديك ومن خلفك، وأن يصونك عن إغواء الشيطان ونزغاته، ونشكر لك وقوفك عند محارم الله تعالى وعدم تجاوز حدوده، وحرصك على ألَّا تقعي في الحرام، وهذا كله من علامات الخير التي يُريدها الله تعالى لك، فنسأله سبحانه وتعالى أن يزيدك هدىً وصلاحًا، ويصرف عنك كل سوءٍ ومكروهٍ.

وبالنسبة لهذا القدر من العلاقة بهذا الشاب؛ أي الكلام معه في حدود الدراسة والدين، مع عدم الخلوة به: هذا القدر من التواصل وإن سلم من الحرام وعدم الإثم؛ لكنه بلا شك بوّابة يحاول الشيطان فتحها ليجرّك بعد ذلك إلى غيرها من المحرمات، فاحذري من متابعة خطوات الشيطان، وقد حذرنا الله تعالى من خطواته، وهذا يدلُّ على أنه يستدرج الإنسان قليلاً قليلاً، فقد قال الله سبحانه وتعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر}.

ولهذا أفتى الفقهاء بأنه لا يجوز للمرأة أن تبتدئ الرجل الأجنبي بالسلام، والسلام كلامٌ لا غبار عليه، ولكنه ربما يكون بوّابة للشر والفساد، فالواجب عليك إذاً أن تحذري استدراج الشيطان لك، وأن يجرّك إلى أمور ربما تندمين عليها حين لا يُفيدُك الندم.

فصوني قلبك عن التعلُّق بهذا الشاب، فإن تعلُّق القلب بالأشخاص مرض قد يُوقعك في أنواع من الآلام والحسرات والحرج والضيق، فجنّبي نفسك هذه المتاعب كلها، واصرفي نفسك للنافع من أمر الدين أو أمر الدُّنيا، واسألي ربك أن يعفّك بالحلال عن الحرام، وييسّر لك الخير، وستجدين في ذلك الراحة والطمأنينة، وتسلمين من الإثم، وتسلمين أيضًا من تعذيب القلب بالتعلُّق بمن لا يمكنك الوصول إليه بالحلال، فأريحي نفسك من كل هذه الآلام وأنت في أول الطريق.

نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يَمُنَّ عليك بالهداية والصلاح، ويُقدّر لك الخير حيث كان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً