الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحب شابًا وأريده بالحلال وصديقتي تحبه كذلك، فكيف أتصرف؟

السؤال

السلام عليكم.

أحببت شاباً وتعلقت به وهو يعلم، وكنا نتحدث مع بعضنا البعض، وبعد فترة افترقنا ليجمع الله بنا بالحلال، فماذا أفعل ليجمع الله بيننا بالحلال؟

وأيضاً صديقتي تحب ذات الشخص، فماذا أفعل لأبعدها عنه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مروة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يتوب علينا جميعاً لنتوب، وأن يلهمنا السداد والرشاد هو ولي ذلك والقادر عليه.

لقد سعدنا جداً بتوقف هذه العلاقة التي لم تكن قائمة على أسس شرعية ترضي الله -تبارك وتعالى-، ونتمنى أن يكون في هذا الذي حصل مفتاحاً للخير، فإن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً، ونتمنى أن يكون في هذا درساً لك حتى لا يدخل الإنسان مثل هذه التجارب، لأنها تشوش على الإنسان ولا تسعد الإنسان، أنا أريد أن أقول -وهذا ما ذهبت إليه حتى الدراسات الغربية- بأن العلاقات العاطفية خارج الإطارات الرسمية عندهم، خارج الإطارات الشرعية هي المسؤولة عن 85 % من الفشل في الحياة الزوجية في المستقبل.

وهذا لأن الشيطان الذي يجمع الناس على المعصية والغفلات هو الشيطان الذي يأتي ليغرس الشكوك، ونتمنى أن يكون قد حدث لك وللشاب أيضاً توبة نصوح، واستغفار وندم عما حصل، وبعد أن تستمروا على الطاعة والخير عليه أن يأتي البيوت من أبوابها، وأعتقد أنه عرفك وتعرفت عليه، وكما يقال الكرة الآن في ملعبه والدور عليه هو الذي ينبغي أن يبحث عنك بالحلال، وأرجو ألا تمتد أي علاقة إلا بعد أن تتأكدوا من إمكانية الارتباط.

ولا تنزعجي مما يحصل من الصديقة، ولكن ينبغي أن تنصحيها أيضاً بأن تتقي الله -تبارك وتعالى- وتترك الأمور التي لا ترضي الله -تبارك وتعالى-، لأن هذا يدل على أنه عابث ويتلاعب بالمشاعر، فيحادث فتاة ويتواصل مع أخرى، وقد يبني علاقة مع ثالثة في نفس الوقت، وهذا لا يصلح أن تقام معه حياة زوجية راسخة، وبالتالي أرجو أن يكون في صدق التوبة والرجوع إلى الله أكبر مفتاح لكم للخير، وإذا كان عنده أخوات بنات فيمكن أن تتواصلي معهن وهذا يعطي مؤشراً إيجابياً، لكن التواصل مع الشاب لا سبيل له إليه حتى يكون هناك غطاء شرعي لهذه العلاقة.

الشرع لا يقبل أي تواصل من هذا النوع، إلا بعد الخطبة، إلا بعد أن يكون هناك رباط شرعي، ولكن الشرع لا يمنعك من التواصل مع والدته ومع أخواته البنات، ومع عماته، ومع خالاته، وهذا يعطي مؤشرات دائماً للرجل لأن البنات الأخوات لهن تأثير على الأخ واختياراته المستقبلية، وكذلك العمات والخالات ووالدة الشاب، فنحن ننصح وسيلة الارتباط بهذه الأسرة أن يكون هناك تواصل مع البنات، أما هذا الشاب فينبغي أن تنقطع كل وسائل التواصل حتى يأتي البيوت من أبوابها.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً