الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يسوء التفاهم بين أمي وزوجتي بسبب أبناء أختي، ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم

متزوج، وعندي طفلان، وأعيش مع والدي، ويعيش معنا أبناء أختي، كونهم يدرسون عندنا، لأن أختي تعمل، وحدثت مشاكل وضغوط في البيت، مما يؤدي يومياً لسوء التفاهم بين أمي وزوجتي، ولا أعرف ما الذي أقوم به، فإما أن أستأجر بيتاً وأخرج من بيت والدي، وإما أن أبقى وأصبر.

أفيدونا، بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زكرياء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يُقدّر لك الخير، وأن يُعينك على تحمُّل أعباء الحياة، وأن يُسهّل لك حلّ مشكلتها.

لا شك -أيها الحبيب- أن الإحسان إلى أبناء أختك أمرٌ مطلوب، وينبغي أن تُساهم ما استطعت في إعانة والديك على هذا الإحسان، ولكن هذا لا يعني التفريط في حق زوجتك، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- أوصانا بأن نُعطي كل ذي حقٍّ حقَّه، فإذا كانت زوجتك تطالبك بالخروج من هذا البيت، والسكن في بيتٍ تستقلُّ به هي فيه، ويكون مستقلًّا بمرافقه الخدمية؛ فإن هذا من حقها، فمن حقها أن تسكن في سكنٍ تستقلّ فيه بمرافق ذلك البيت.

ليس في إعطاء الزوجة حقوقها معصية للوالدين، فجاهد نفسك على إعطاء كل واحدٍ ممّن حولك حقَّه، فللوالدين البر والإحسان، والإعانة بما تقدر عليه، وللزوجة حقُّها.

هذا عند المشاحة، وعند عدم رضا زوجتك بأن تبقى مع أهلك في بيتهم، أمَّا إذا رضيَت بأن تُعينك بالبقاء، فإن هذا البقاء فيه منفعة كبيرة، وخيرٌ كثير من حيث إعانة الوالدين، والقيام بخدمتهما فيما تقدرون عليه.

إذا كان الوالدان في حالة استغناء عمَّن يُعينهما على الخدمة فربما كان من الخير أن تنفرد بزوجتك عنهما حتى تقلّ أسباب النزاع والخلاف، ومن ثمَّ يقلّ احتمال زيادة الكراهية والبغضاء بين النفوس والقلوب.

خير ما نوصيك به الاستعانة بالله سبحانه وتعالى، والإكثار من دعائه بأن ييسّر لك الأمر، وأن يُصلح أحوالكم كلها.

نسأل الله تعالى أن يُوفقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً