الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صعوبة تحقيق الطموحات لأسباب متنوعة

السؤال

أنا مشوش الأفكار ولدي طموحات كبيرة، ولكن لا أستطيع الوصول إليها؛ بسبب الأوضاع المادية والنفسية والعائلية، فأعطني رأيك، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنك تستطيع الوصول إذا حرصت على طاعة الله واتبعت الرسول، وبذلت الأسباب وتوكلت على الوهاب، فاجعل الهمّ هماً واحداً، وأشغل نفسك بطاعة الله دائماً، واعلم بأن الإنسان إذا أصبح وهمّه الآخرة جمع الله عليه شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن أصبح وهمّه الدنيا شتت الله شمله ولم ينل من الدنيا إلا ما كتب له.

ولا شك أن الطموحات الكبيرة تحتاج إلى مجهودات كبيرة، وقد تحتاج إلى محاولات عديدة، ولابد من صبر ويقين، فإن الله سبحانه يقول: (( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ))[السجدة:24] وقال الشافعي: (بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين) وقيل لبعض السلف: أيمتحن المؤمن ثم يمكن، أم يمكن ثم يمتحن؟ فقال: (لا يمكن حتى يمتحن، ثم قرأ الآية المذكورة آنفاً، وقد أحسن من قال:

ألا بالصبر تبلغ ما تريد *** وبالتقوى يلين لك الحديد

وأرجو أن تكون الأهداف مناسبة لقدراتك ومتدرجة؛ لأن بعض الناس يختار أهدافاً صعبة التحقيق، ثم يصاب باليأس عند أول العقبات، واجعل لنفسك أهدافا قصيرة المدى، وأخرى بعيدة المدى، وتذكر أن غاية المسلم رضوان الله، وهدفه الأسمى الفوز بما عند الله.

واعلم أن الذين حققوا أهدافهم ونجحوا في حياتهم تعبوا وسهروا بعد أن توكلوا على الله، ووثقوا في تأييده ومعونته، ورفعوا أكف الضراعة إليه، وقد أحسن من قال:

وما نيل المطالب بالتمني *** ولكن ألق دلوك في الدلاء

وقال بعضهم:

ومن طلب العلا من غير كد *** أضاع العمر في طلب المحال

وعليك بكثرة الاستغفار، فإننا نتوقف ونتأخر بمعاصينا للقهار، كما أن الاستغفار يفتح الأقفال، وكان شيخ الإسلام ابن تيمية يكثر من الاستغفار عند المعضلات.

وأرجو أن تكون عملياً، فإن كثرة التفكير وسيطرة الهموم لا تحل المشاكل، ولا تذهب الغموم، فتوكل على الحي القيوم، وابذل ما استعطت من الأسباب، ثم انتظر الخير من الكريم الوهاب، واطلب من عائلتك أن يكونوا في طاعة الله، فإن الله لا يضيع أولياءه.

ونحن نسأل الله أن يخرج بلاد المسلمين من دائرة الفقر والفتن والحروب، وأن يؤلف بين القلوب، وأن يجمعنا على الحق إنه على كل شيء قدير.
والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً