السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعرف شخصًا أخبرني بأنه ممسوس، وأنه يقوم بتصرفات يظن أنه فعلها في الحلم، ولكنها كانت واقعًا؛ فهو أحيانًا يصرخ فجأةً في منتصف الليل بصوتٍ عالٍ، فقلت له أن يقرأ الرقية الشرعية، وقال لي: بأنه فعل كل شيء ولكن دون جدوى، كما أنه ذهب إلى طبيب نفسي.

وسؤالي: إنني أقرأ الرقية الشرعية على ماء، وأجعله معي، بحيث عندما يحتاج هذا الشخص إلى ماء الشرب، فإنه يشرب مما قرأت عليه، ولكنني أخاف أن أزيد الأمور سوءًا؛ بأن يتسلط الجن عليه -جهلاً مني-، فأكون بذلك قد أضررت به، وأنا أريد مساعدته فقط! فهل أستمر على ما أقوم به، أم أتوقف، وأن الله سيصرف عنه الجن في وقت ما؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في إسلام ويب، وأحسن الله إليك، وزادك رحمةً، وحرصًا على الخير، فهذا الموقف يدلّ على طهارة نفسك، ومحبة النفع للناس، وهي من أعظم القربات عند الله تعالى.

وإن كنا نشكرك على مبادرتك الطيبة، وحرصك النبيل، فإننا –نصحًا لك وله– نوصيك بأن تُكمِل هذا الجهد بخطوة أهم، وهي أن يُعرض هذا الأخ المريض على قارئ متمرس من أهل السنة، معروف بالتدين، والصلاح، والعلم بأحوال المسّ والعين والسحر، لا ممن يتكسب أو يُلبّس على الناس؛ فالرقية الشرعية لها أهلها، وهي ليست مجرد قراءة، وفي بعض الحالات –وخاصةً مع المس أو السحر– لا تكفي القراءة العامة، بل تحتاج إلى فطنة الراقي، وتمييزه بين الأعراض، وتدرّجه في العلاج، ومعرفته بما يصلح للمريض.

ولهذا نقول لك: استمر في الدعاء له، وإرشاده للخير، لكن إن لم تتحسن حالته، فابحث له عن راق، صالح، متمكن، من أهل العلم والصدق، تتوافر فيه هذه الشروط:

- معروف بالعقيدة السليمة.
- لا يستعمل الطلاسم، ولا يُعطي حُجُبًا.
- لا يخلو بالنساء، ولا يطلب أشياء غريبة.
- يُكثر من القرآن والأدعية المأثورة فقط.

ثم أعنه على التواصل مع هذا الشيخ، أو -إن كان في المقدور- الذهاب إلى مكة، وعمل عمرة، والشرب من ماء زمزم بنية الشفاء، ثم التعرف على أهل الرقية في الحرم، فهذا أيضًا فيه خير كثير، وهذا هو الطريق للعافية -إن شاء الله-.

ونسأل الله أن يحفظك ويحفظه، والله الموفق.