السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أعلم هل ما أكتبه يُعد استشارة، أم فضفضة، أم مجرد بحث عن من يرشدني إلى الصواب؟ فأنا أم لولدين، -والحمد لله- ومنذ أن تزوجتُ وحلمي أن يرزقني الله بنتًا، وكنت على يقين بأن الله، -بإذنه- سيحقق لي هذا الدعاء، رزقني الله بالولد الأول قبل ١٣ سنة، وبكيت في البداية، لكن -الحمد لله- ربط الله على قلبي، وأصبح نور حياتي وكل شيء بالنسبة لي، وبعد خمس سنوات حملت مرة أخرى، وكنت متيقنة أنها ستكون بنتًا، لكن الله أراد أن يكون ولدًا ثانيًا، وكان أخًا رائعًا لابني الأول، الذي فرح به كثيرًا، بكيت حين علمت أنه ولد، ثم حمدت الله وقلت: يا رب، أنت تعلم ما هو الخير لي، وتختار لي الأحسن.
بعد سبع سنوات، ظللت أتمنى، وكان في داخلي شوق عميق للقائي بابنتي، دعوت الله كثيرًا في صلاتي، في صيامي، في الليل، في النهار، في العمل، وتحت المطر، قلت له: يا رب، إن كان مكتوبًا لي الحمل مرة أخرى، فارزقني ابنتي، يا رب، دعوت وبكيت وسجدت، وكنت على يقين أن الله لن يُخيّبني.
وبالفعل، حملت، وكنت موقنة تمامًا بأنها "هديل" هذا الاسم الذي أطلقته عليها منذ أن بدأت أشعر بها، وكنت أحدثها بفرح وفخر، وبعد خمسة أشهر، ذهبت لمعرفة جنس الجنين وأنا مبتسمة، ومتيقنة بأنها بنت، لكن الطبيب قال لي إنه ولد ثالث، لم أستطع أن أنطق بكلمة من شدّة الصدمة، خرجت وقلت: "الحمد لله"، لكن في داخلي كانت غصة كبيرة، وانفجرت في بكاء مرير، قلت كلمات كثيرة، وقلت: يا رب، لماذا؟ كنت أريد أن أسجد لك شكرًا من فرط الفرح، تمنيت وتخيّلت أن يُقال لي: "بنت"، وكنت سأسعد من أعماقي.
منذ ذلك اليوم، وأنا منهارة وكئيبة، أقارن نفسي بمن حولي، كلهن لديهن بنات، أما أنا، فلا، كلما رأيت طفلة صغيرة، انهمرت دموعي دون إرادة، أتحسر على الجنين في بطني، وتمنيت لو كان الأمر كما دعوت، دعوت الله في يوم عرفة، وناجيته أن يكون السونار مخطئًا.
سؤالي هو: هل من الممكن أن يكون الله يخفي لي مفاجأة، وتكون المولودة بنتًا؟ أم عليّ أن أُصدّق نتيجة السونار وأرضى؟