الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ادعاء علم الغيب من خرافات السحرة والمشعوذين..

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هناك طفلة تبلغ من العمر 13 عامًا، تدّعي أنها تستطيع التواصل مع الجن، وتعرف إذا كان لدى الشخص سحر أو عين أو حسد أو ما شابه ذلك، وكثير من الناس يصدقونها، ويقولون بأن ما تقوله صحيح، فهل هذا الأمر موجود حقًّا؟

علمًا بأنها قالت لي إنني مصابة بسحر تعطيل الزواج، وأنه مرشوش على باب البيت، وأخبرتني أن السحر الذي أصابني قد عملته امرأة طويلة، فهل كلامها يمكن أن يكون صحيحًا، أم هو خرافة؟ ومنذ أن سمعت ذلك وأنا أشعر بالخوف.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رهف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، بارك الله فيك على حرصك في معرفة الحق وعدم الانجراف وراء ما يُقال، وسنجيبك بإذن الله تعالى جوابًا صريحًا وواضحًا مطمئنًا.

أولًا: ما تفعله هذه الطفلة خرافةٌ وخداعٌ، وليس من الشرع ولا من العلم في شيء، طفلة تزعم أنها "تتواصل مع الجن" وتعرف الغيب وتكشف السحر والعين؟! هذا من الباطل المرفوض شرعًا وعقلًا، ولا يجوز تصديقها، بل يُنهى الناس عن الذهاب إليها وتصديقها، وقد قال رسول الله ﷺ: "من أتى عرّافًا أو كاهنًا فصدّقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد ﷺ"، والعراف: هو الذي يدّعي معرفة الغيب، ومنهم من يزعم أنه "يرى الجن" أو "يتواصل معهم" ويخبر بأمور خفية.

ثانيًا: كل ما قالته عنك باطل، ولا يُعوّل عليه:
حين قالت لك: "عندك سحر تعطيل زواج مرشوش على باب البيت، ومن امرأة طويلة"، فاعلمي أن هذا من التخمينات الشيطانية التي يلقيها الشيطان في قلبها، أو أوهامها هي نفسها، أو خُرافات تُقلّد بها غيرها، وليس عندها علم ولا دليل، وقد قال تعالى: ﴿قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ﴾، وأعجبُ من ذلك أن الناس يُصدّقون طفلة تقول "أشعر أن عندك سحرًا" ثم يُصابون بالوهم!

ثالثًا: الشيطان قد يُلقي في قلبها بعض الأمور ليُضل الناس بها:
صحيح أن الشيطان أحيانًا يُلقي لبعض الكهان أو الموهومين شيئًا من الواقع، ليصدّقه الناس، ثم يُدخلهم في أوهام وسحر وشرك؛ ولذلك نهى الشرع عن تصديق أي "كاهن أو عرّاف أو من يدّعي العلم بالغيب"، حتى لو قال كلامًا فيه شيء من الصحة.

رابعًا: ما الحل إذا خوّفك أحدٌ بكلام كهذا؟
الحل هو أن تستعيذي بالله تعالى، وتقولي: "اللهم إني أعوذ بك من شر الشيطان وشركه، وأعوذ بك أن أضل أو أُضل، أو أُفْتَن أو أُفْتَن"، وحصّني نفسك بالرقية الشرعية اليومية، وخاصةً: سورة الفاتحة، وآية الكرسي، والمعوذات، وسورة البقرة، وذلك كل ليلة، إمَّا قراءة أو بالاستماع إليها إن استطعت، واقطعي علاقتك بهذه الطفلة في هذا الباب، وكوني قدوة للناس في بيان الحق.

خامسًا: كلمة لكِ لطمأنة قلبك:
أختنا، ليس كل تأخّر في الزواج يعتبر "سحرًا"، ولا كل همّ صار "عينًا"، وليس لأحد أن يحكم بذلك، بل قد يكون من تأخّر الزواج رحمة لك، وقد يكون الزواج بعد وقت أفضل مما تتخيّلين، وقد قال ﷺ: "واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضرّوك بشيء، لم يضرّوك إلا بشيء قد كتبه الله عليك".

نسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات