الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تكثر عليّ الإفرازات قبيل انتهاء الدورة، فكيف أعرف الطُّهر؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة، حالياً أنا في اليوم التاسع من الحيض، ودائمًا لا أدري متى أطهر؟!

ففي اليوم الثامن رأيت صفرةً، ثم بعدها بفترة قليلة رأيت فقط إفرازات بدون صفرة، ولم أر القصة البيضاء، ثم بعدها بقليل رأيت صفرةً من جديد، وفي نفس اليوم بعد العصر رأيت فقط إفرازات على القطن، ولم أر شيئًا آخر، وفي حوض الحمام رأيت ما يشبه القصة البيضاء، ولكن يغلب على ظني أنه بقايا قطن، ولكني اغتسلت على أي حال، ثم صليت باقي اليوم، ولم أنتظر.

في اليوم التالي رأيت صفرةً، ولم أعد أدري ماذا أفعل، فهل أعتبرها من الحيض، أم لا؟ باعتبار أنه يغلب على ظني أن ما رأيته لم يكن القصة البيضاء؛ فهي عادةً ما تتأخر أكثر من ذلك!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جمانة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بكِ -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.

نشكر لكِ حرصك على معرفة أحكام دينك، وهذا من توفيق الله تعالى لك أن تسألي عن أحكام عبادتك، فهذا من العلم الذي يجب عليك أن تسألي عنه وتطلبيه، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "طلب العلم فريضة على كل مسلم".

والمرأة والفتاة المسلمة بحاجة ماسّة إلى التفقّه في أحكام الحيض، وما يتعلق به من مسائل وأحكام، وربما لا يغنيكِ الجواب عن سؤال واحد، ولهذا نحن ندعوك إلى تعلُّم أحكام الحيض بشكل منتظم؛ لتتمكني من إدراك ما هو المشكل الذي يجب عليك أن ترجعي فيه إلى أهل العلم.

وهنا نقول ابتداءً: إن الحيض أقله يوم وليلة (أي أربع وعشرون ساعة)، وأكثره خمسة عشر يومًا بلياليها، فإذا لم يتجاوز خروج الدم هذه المدة بالنسبة للفتاة التي يأتيها الحيض لأول مرة، وإذا لم يتجاوز مدة خمسة عشر يومًا، فكل ما نزل خلالها يُعد حيضًا، ولا تطهر إلَّا إذا انقطع الدم انقطاعًا كُليًا، أو رأت القَصة البيضاء.

والمقصود بالانقطاع الكلي: نقصد به أنها إذا حشت المرأة فرجها بقطنٍ أو نحوه، فإنه يخرج غير ملوث بدمٍ، أو كُدرةٍ، أو صُفرةٍ، أي: لا يخرج معه سائل أصفر، أو سائل بني، فإذا حصل هذا الانقطاع التام، أو نزلت القصة البيضاء، فقد حصل الطُّهر، وما لم يحصل شيء من ذلك، فإنها لا تزال في الحيض حتى تستكمل خمسة عشر يومًا، والذي نظنُّه في سؤالك أنك لم تبلغي هذا الرقم، أو هذه المدة، وعليه فكل دم، أو صُفرة، أو كدرة خلال هذه المدة فهي لا تزال من الحيض.

هذا إذا كنتِ تسألين عن أول مرة ينزل فيها الحيض، أمَّا إذا كانت لكِ عادة سابقة بأن عرفتِ أحكام الحيض، وكانت عادتك مثلًا أن الدم يستمر عشرة أيام، فإن الصُّفرة والكُدرة التي تظهر خلال هذه المدة تُعد حيضًا، أمَّا إذا ظهرت الصُّفرة أو الكدرة بعد انتهاء مدة العادة، بأن انتهت أيام العادة، ورأيتِ الانقطاع التام، ثم بعد هذه الحالة جاءتك كُدرة أو صُفرة؛ فهذه الكدرة والصفرة عند كثير من الفقهاء لا تُعد حيضًا، ولا تمنعك الصلاة ولا الصيام.

أما الصفرة أو الكدرة التي تظهر في أيام العادة، ولو جاءت بعد انقطاع، فإنها لا تزال حيضًا، وهذا هو مذهب الحنابلة، وهو من المذاهب الميسّرة السهلة في مسألة الصُّفرة والكُدرة، وإذا عملتِ به فإن ذمتك تبرأ -بإذن الله تعالى- وعبادتك ستكون صحيحةً.

نرجو أن يكون الجواب قد اتضح لكِ، وأزال الغموض، وإذا كان لا يزال لديكِ شيء من الإشكال، فنحن ننتظر منك استفسارًا آخر أكثر وضوحًا ودقةً في وصف ما حصل معك بالتفصيل، مثل: متى بدأ نزول الدم؟ ومتى انقطع؟ ومتى ظهرت الإفرازات البنية أو الصفراء؟ وهل ذلك كان في أيام العادة أو خارجها؟ وهل لك عادة منتظمة أصلًا أو لا؟ وهل تسألين عن أول مرة ينزل فيها الحيض أم بعد أن حصلت لكِ عادة سابقة؟ فكل هذه التفاصيل مؤثرة في الحكم الشرعي.

فإن كان الأمر لا يزال مشكلًا عليكِ، ولم يحصل بجواب هذا السؤال ما كنت تقصدينه، فينبغي أن تعيدي كتابة السؤال وفق هذه التفصيلات؛ ليتسنى لنا الإجابة بشكل أوضح وأدق.

نسأل الله تعالى لكِ التوفيق والتيسير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً