الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم أعد قادراً على التواصل بوالدي بسبب اتهامه أمي بالفاحشة!

السؤال

أبي قال لي إن أمي قامت بالزنا مع قريب لنا متوفى، وأن ذلك حدث قبل 35 عامًا، وأن من أخبره بذلك كانت زوجة أبي، ولم يكن هناك شهود على هذا الاتهام.

بعد ذلك، أقسمت أمي بأنه لم يحدث شيء، والآن أبي مريض، وأنا أشعر بالغضب الشديد تجاه ما قاله في حق أمي، ولا أعرف كيف أسامحه، كما أنني غير قادر على مكالمته للاطمئنان عليه.

هل أنا عاق بسبب هذا التصرف؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أيها الأخ الفاضل- في الموقع، ونشكر لك اهتمامك وحرصك على السؤال، ونسأل الله أن يرزقك برّ الوالد وبرّ الوالدة، وأن يرحم أمواتنا وأموات المسلمين، وأن يرحمنا إذا صِرنا إلى ما صاروا إليه، هو ولي ذلك والقادر عليه.

أنت مُطالَب بأن تبرّ أمك، وتبرّ أمك، وتبرّ أمك، ثم تبرّ أباك، ثم الأقرب فالأقرب، وعليه نرجو أن تتواصل مع الوالد، وتتكلم معه، وتسأل عن أحواله، وليس لك أن تتدخل في ما حدث بينه وبين الوالدة، نسأل الله -تبارك وتعالى- أن يغفر له ولها.

ونحب أن نؤكد أن الإنسان، عندما يقع الخلاف بين والديه؛ ينبغي أن يتحرّى الحكمة في النصح والإرشاد، ولا نظن أن هذا الكلام الذي مضى عليه خمس وثلاثون سنة يضرّ الوالدة الآن، الوالد (الأب) الآن بحاجة إلى دعائكم، وبحاجة إلى قربكم، ونعتقد أن الوالدة أيضًا ربما نسيت هذا الذي قاله الوالد؛ فلذلك نرجو ألَّا يأخذ الموضوع أكبر من حجمه.

نحن نُقرّ بأن هذا الأمر - من الناحية الشرعية - مرفوض، ولكن ما يقع بين الوالد والوالدة أمر واسع؛ ولذلك لا تُدخل نفسك في مثل هذه الأمور.

وإذا كانت الوالدة -ولله الحمد- قد أقسمت أنها لم تفعل، وأن ذلك لم يحدث، فهذا كافٍ، وسكوت الوالد أيضًا دليل على أنه قال هذا الكلام ربما في لحظة غضب، فليس لك أن تغضب من الوالد، وليس لك أن تغضب من الوالدة؛ فكلاهما أصحاب حقوق، وإذا كان هناك مجال لنصحه ليعتذر فلا مانع، وإلَّا عليك أن تبرّ أباك وتبرّ أمك، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وزادك الله حرصًا.

فاتصل على الوالد واطمئن عليه، واسأل عنه، وادعُ الله -تبارك وتعالى- له، وكذلك الأمر بالنسبة للوالدة. نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً