السؤال
السلام عليكم
أنا طالب في السنة الثالثة بالجامعة، ومشكلتي بدأت منذ الصف الأول الثانوي، تحديدًا بعد انتهاء جائحة كورونا وانتهاء فترة الحظر التي كنا خلالها نجلس في المنزل.
المشكلة هي أنني لا أستطيع مصاحبة أي أحد، وليس لدي أصدقاء، رغم أنني أُقبل على التعرف إلى الآخرين، ولكن بمجرد أن أتعرف إلى شخص، أبدأ في الانتظار وأتساءل: "كم من الوقت سيستغرق حتى يغيّر رأيه بي ويبتعد عني كما فعل الآخرون؟"
الجميع يصفني بأنني محترم ومؤدب للغاية، لكنني لا أحب هذا الوصف؛ لأنه غالبًا ما يتبعه الابتعاد عني، أو معاملتي وكأنني مجرد شخص يُركن على الرف.
يستمر أصدقائي في المزاح والحديث مع بعضهم، وأشعر بينهم أنني غريب، خصوصًا عندما ألتزم ببعض المبادئ الدينية، مثل: عدم مساعدتهم في الغش في الامتحانات، أو الامتناع عن التلفظ بألفاظ غير لائقة.
المشكلة أنني لا أجد أصدقاء صالحين، وحتى إن وجدتهم، يكون لديهم مئات الأصدقاء غيري، فأكون بالنسبة لهم مجرد إضافة سطحية لا تضر، وأحيانًا لا تنفع.
أما المشكلة الأخرى، والتي قد تكون مرتبطة بشكل أو بآخر بالمشكلة الأولى، فهي أن والدتي رأت في منامها رؤية تعني أنني سأكون من ناشري العدل في المستقبل، وأنني "نور من تحت عرش الرحمن".
هذه الرؤية جعلتني -للأسف- ألتزم المثالية في كل شيء وفي كل علاقاتي، ولا أقبل الأخطاء أو العيوب، كما أنني أشعر دائمًا بتوتر إزاء أحكام الناس عليّ (وهذه خصلة شخصية لا علاقة لها بالرؤية).
حتى هذه الرؤية دفعتني لاختيار قسم دراسي قريب منها، فاخترت دراسة العلوم السياسية، وأنا الآن خائف من المستقبل، وكأن هذه الرؤية مجرد أضغاث أحلام، خصوصًا أن هذا القسم لا يوفر فرص عمل كثيرة، وأخشى أن أكون قد ضيّعت مستقبلي.
ما الحل أو الوصف لمشكلتي؟ أنا أعلم أنها مشكلة غريبة ومعقدة، لكنني فعلاً أصبحت لا أفهم شيئًا مما حولي، أعيش الآن فقط من أجل الاستمرار، وليس لدي أهداف حالية أو مستقبلية.